224

محمدا منبعثا رسولا

ورفرفا تحتهما قنديلا

فلم أقل كذبا ولا تضليلا

ان الرسول عانق الرسولا

محمد معانق جبريلا

وابن أبي طالب نال السولا

فقالت قريش: يا بني عبد المطلب إنا من أساطيركم في أمر مختلف، واحد يدعي النبوة، وآخر يتكهن، وآخر يتصدى للرئاسة، وهيهات هيهات، كثرت أفانينكم، وتطاولت أمانيكم، وعما قليل كل يعلم مستقره.

فقال الزبير: أي والله ذلك على رغم الحسد، ورغم المعطس، وعند هبوط روح القدس، تذوقون الوبال وتلبسون الجلباب، فتعاينوا الزلازل، ألا انا النجباء المصطفون من الأفانين، معادن النور وحكام الامور.

فكان قول الزبير مما ارتجت [له] القلوب وضيق الصدور وهيج الكروب إلى أن أظهر الله جل جلاله أمر نبيه (صلى الله عليه وآله)، فاختار الله جل وعز له عليا وليا وحبيبا ووزيرا، فأنار الله بهما الحق وأخمد بهما الباطل.

وحدث جابر بن عبد الله رضى الله عنه: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ميلاد علي (عليه السلام)، فقال: آه آه لقد سألتني عن خير مولود ولد بعدي على سنة المسيح (عليه السلام)، إن الله عز وجل خلقني وعليا من نور واحد قبل أن يخلق الخلق بخمسمائة ألف عام، وكنا نسبح الله ونقدسه ونمجده، فلما خلق الله تبارك وتعالى آدم (عليه السلام) قذف بنا في صلبه، فاستقررت أنا في جنبه الأيمن وعلي في الأيسر، ثم نقلنا من صلبه في الأصلاب الطاهرة والأرحام الطيبة، فلم نزل كذلك حتى أطلعني الله تبارك وتعالى من ظهر طاهر وهو عبد الله بن عبد المطلب، فاستودعني خير رحم وهي آمنة ثم أطلع الله جلت عظمته عليا من ظهر طاهر وهو أبو طالب، واستودعه خير رحم وهي فاطمة بنت أسد.

ثم قال: يا جابر ومن قبل أن وقع علي في بطن امه كان في زمانه رجل راهب عابد يقال له المثرم بن دعيب بن الشيقبان، وكان مذكورا في العباد قد عبد الله جل وعز مائة وسبعين سنة، ولم يسأله حاجة، فسأل ربه جل وعز أن يريه وليا له،

صفحه ۲۲۹