وبه قال الشطي في "مختصره" (١).
وأما صاحب "الشذرات" فقد ذكر أن الولادة كانت في دمشق في غرة محرم سنة (٨٤٠ هـ)، (٢) وهذا ما جزم به الغزي، (٣) وقاله ابن الملا في "متعة الأذهان"، (٤) وكذا نقل جار الله بن فهد عن النعيمي في "تاريخه العنوان". (٥) وبه أيضًا جزم تلميذه ابن طولون الدمشقي قال: "مولده بالسهم الأعلى بصالحية دمشق سلخ سنة (٨٤٠ هـ) "، (٦) وإلى هؤلاء انضم صاحب "فهرس الفهارس"، "والأعلام" (٧) ولعل هذا الأخير الذي يمكن ترجيحه، وهو أقرب إلى الصواب. والله أعلم.
جـ - طلبه للعلم:
عندما نتحدث عن بداية طلب يوسف بن عبد الهادي للعلم -والأسباب التي أخذت بيده وجعلت منه عالمًا مرموقًا يحتذى به في هذه الدرجة- يجب علينا أن نعرف رأس الأمر في هذا الشأن، وهو نبوغه وترعرعه في بيت عريق في الفضل والعلوم الشرعية والدين. ألا وهو بيت "آل عبد الهادي" الذي تخرج من مدرسته رجال أفذاذ في العلم والأخلاق والورع، ونساء فضليات حملوا العلم، وساهموا في نشوه وتبليغه.
ومن أبرز وأشهر هؤلاء الرجال والنساء:
_________
(١) انظر: (مختصر طبقات الحنابلة: ص ٧٤، مطبعة الترقي، دمشق).
(٢) انظر: (الشذرات لابن العماد: ٨/ ٤٣، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت).
(٣) انظر: (الكواكب السائرة: ١/ ٣١٦، تحقيق: جبرائيل سليمان جبور، دار الفكر، بيروت).
(٤) (متعة الأذهان والتمتع بالأقران: ص ١٠٨).
(٥) (السحب الوابلة: ص ٣١٩).
(٦) قاله محقق كتاب "الجوهر المنضد" في مقدمته: ص ١٣.
(٧) انظر: (فهرس الفهارس: ٢/ ١١٤١، الأعلام: ٩/ ٢٩٩، الطبعة الثالثة).
1 / 24