207

الدر المنتخب في تكملة تاريخ حلب

الدر المنتخب في تكملة تأريخ حلب

ژانرها

وهذه المدينة لها ذكر في البلاد ومنعة قد ضربت دون القصد بالأنداد وفتحت في صدر الإسلام في ولاية معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وانتقلت في أيدي الملوك وعظمت في زمن بني عمار وبنوا فيها دار العلم المشهورة في التواريخ ولما كان في أواخر المائة الخامسة وظهرت طوائف الفرنج بالشام واستولوا على البلاد امتنعت عليهم هذه المدينة مدة ثم ملكوها في سنة ثلاث وخمسمائة واستمرت في أيديهم إلى الآن وكان الخلفاء والملموك في ذلك الوقت ما فيهم إلا من هو مشغول بنفسه مكب على مجلس أنسه يصطبح في لهوه ويغتبق ويجري في مضمار لعبه ويستبق يرى السلامة غنيمة وإذا عن له وصف الحرب يوما لم يسأل منها إلا عن طريق الهزيمة قد بلغ أمله من الرتبة وقنع من ملكه كما يقال بالسكة والخطبة أموال تنهب وممالك تذهب ونفوس قد تجاوزت الحد في إسرافها وبلاد تأتيها الأعداء قتنقصها من أطرافها لا يبالون بما سلبوا وهم كما قيل فيهم وفي أمثالهم إن قاتلوا قتلوا و طاردوا طردوا أو حاربوا حربوا او غالبوا غلبوا إلى ان أوجد الله من أوجده لنصرة دينه وإذلال الشرك وشياطينه فأحيا فريضة الجهاد بعد موتها ورد ضالة الغزو بعد فوتها ونرجو بقدرة الله ولطفه أن يقترع ممالكهم ذروة ذروة ونأتي إلى عقد قواهم فنحلها عروة عروة وتخلى ديارهم من ناسهم ونطهر الأرض من أدناسهم ونجدد للامة قوة سلطانها ونعيد كلمة الإيمان إلى أوطانها إلى أن نلقى الله عز وجل بيض الوجوه ونجد في مجازاته ما نرجوه والله تعالى يبت في صحائف

صفحه ۲۶۵