ونقل الحافظ ابن حجر عن الصَّفَدى: "كان ساكنًا، جامد الحركة، كثير المطالعة والكتابة والدَّأب" (١).
وجمود الحركة هنا مدح وليس بذم، فليس عنده طيش ولا خفة، بل ثبات أهل العزائم، وإصرار العلماء، حتى علا كعبه، وحاز قصب السبق على منافسيه، في الحديث وعلومه، واللغة، وفنون كثيرة.
فأما في الحديث وعلومه:
فقال ابن تَغْرِي بَردِي: "كان له اطِّلاعٌ كبير، وباغٌ واسع، في الحديث وعلومه" (٢).
وقال السيوطي: "كان حافظًا عارفًا بفنون الحديث" (٣).
حتى انتهت رياسة الحديث في زمانه إليه (٤)، وصار يلقب بـ: "الشيخ الإمام شيخ المحدثين" (٥).
وتبحر في علم الأنساب الذي هو أحد علوم الحديث، وتمكن في ذاك العلم، حتى قال مترجموه: "كان عَلَّامة في الأنساب" (٣)، وترجمه الحافظ ابن ناصر الدين فقال: "هو. . . أبو عبد الله النسَّابة" (٦).
_________
(١) "الدرر الكامنة" ٤: ٣٥٣.
(٢) "النجوم الزاهرة" ١١: ٨.
(٣) "حسن المحاضرة" ١: ٣٥٩.
(٤) "الدرر الكامنة" ٤: ٣٥٣ تعليقًا عن حاشية النسخ الخطية.
(٥) "الذيل على العبر" ١: ٧٠.
(٦) "التبيان شرح بديعة البيان" ١٥٦ / ب.
1 / 15