72

در فرید و بیت قصید

الدر الفريد وبيت القصيد

پژوهشگر

الدكتور كامل سلمان الجبوري

ناشر

دار الكتب العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

ژانرها

غَارِبَةً، وَخَصَّهُم بِطيْب الأَعْرَاقِ، وَكَرَمِ الأَخْلَاقِ، وَالعِلَمِ وَالحِلْمِ، وَالعَزْمِ وَالحَزْمِ، وَالدَّهَاءِ وَالنًّجَبَةِ، وَالنَّجْدَةِ وَالسَّخَاءِ، وَالهِمَّةِ وَالذَمَّةِ وَالوَفَاءِ، فَهُمُ الأنْجَادُ الأمْجَادُ، المَطَاعِيْنُ المَطَاعِيْمُ الأجْوَادُ، يَرْعَوْنَ الجَّارَ، وَيَحْمُوْنَ الذِّمَارَ، وَيُدْرِكُوْنَ الثَّارَ ولا يَدَّرِعُوْنَ العَارَ، مُلْكهُمُ لَقَاحٌ، وَنَيْلُهُمُ مُبَاحٌ، وَجِدُّهُمُ صُرَاحٌ، وَحُصُونُهُمُ أسِنَّةٌ وصِفَاحٌ. هُمْ أصْدَقُ الأنَامِ أنْسَابًا، وَأعْرَقُهُمْ أحْسَابًا. مَا مِنْهُمْ إلَّا مَنْ يُسَمِّي أبَاهُ أبًا فَأَبًا عَلَى مُروْرِ الأيَّامِ، وَكُرُوْرِ الأعْوَامِ إِلَى أَنْ يَبْلُغَ بِهِ نَسَبُهُ آدَمَ ﵇. وَفَضَائِلُ العَرَبِ أكْثَرُ [من] أَنْ تُحْصَى، وَمَآثِرُهُم لَا تُسْتَقْصَى. فَأمَّا قُرَيْشٌ (١)،

= خُوْدٌ إذَا أَخْفُوا مَحَاسِنَهَا ... نَمَّتْ بِهَا الأَسْتَارُ وَالكِلَلُ كَالشَّمْسِ شَارِقَةً وَغَارِبَةً ... لَا الشَّمْسُ تَكْتِمُها وَلَا الطَّفَلُ وَقَالَ الآخَرُ: وَرُبَّ وَادٍ سَقَاهُ كَوْكَبٌ أَمِرٌ فِيْهِ ... الأَوَابدُ وَالأُدْمُ اليَعَافِيْر هَبَطْتُهُ غَادِيًا وَالشَّمْسُ شَارِقَةٌ ... كَأَنَّ حَوْذَانُهُ فِيْهِ الدَّنَانِيْرُ (١) قِيْلَ سُمِّيَتْ قُرَيْشٌ قُرَيْشًا (١) لأَنَّهَا تَقَرَّشَتْ أَيْ اجْتَمَعَتْ. يُقَالُ قَرَشْتُ المَالَ إذَا جَمَعْتُهُ، وَبِهِ سُمِّيَتْ قَرَيْشٌ لِلتِّجَارَةِ وَجَمْعِ المَالِ وَكَانُوا مُتَبَدِّدِيْنَ فِي الأَرْضِ حَتَّى جَمَعَهُمْ قُصَيٌّ فَسُمِّيَ مُجَمِّعًا. وَقَالَ مَعْرُوْفُ بن خُرَّبُوذَ: إنَّمَا سُمِّيَتْ قُرَيْشًا لأَنَّهُمْ كَانُوا يُفتِّشُوْنَ الحَاجَّ عَنْ خَلَّتِهِمْ فَيُطْعِمُوْنَ الجَّائِعَ وَيَكْسُوْنَ العَارِيَ وَيَحْمِلُوْنَ المُنْقَطِعَ. وَالتَّقْرِيْشُ: التَّفْتِيْشُ. ثُمَّ أنْشَدَ قَوْلَ الحَارِثِ بنِ حِلْزَةَ (٢): أَيُّهَا الشَّامِتُ المُقَرِّشُ عَنَّا ... عِنْدَ عَمْرٍ وفَهَلْ لَهُ إِبْقَاءُ؟ وَرَوَى إبْرَاهِيْمُ بن المُنْذِرِ أنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: عَبْدُ مَنَافٍ عِزُّ _________ (١) انظر: خزانة الأدب للبغدادي ٢/ ٢٠٣. (٢) ديوانه ص ٢٤.

1 / 74