200

در فرید و بیت قصید

الدر الفريد وبيت القصيد

پژوهشگر

الدكتور كامل سلمان الجبوري

ناشر

دار الكتب العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

ژانرها

وَقَالَ الحُسَيْنُ بن عَلِيٍّ القُمِّيُّ (١):
جَاوزْتُ أجْبَالًا كَأَنَّ صُخُوْرَهَا ... وَجَنَاتُ نَجْمٍ ذِي الحَيَاءِ الجامِدِ
في حِنْدِسٍ يحكي سوادَ أَديمهِ ... وَهَوًى كَمَنْطِقِهِ الخبيث الباردِ
وَالشَّوْكُ يَعْمَلُ فِي ثِيَابِي مِثْلَمَا ... عَمِلَ الهِجَاءُ بِعِرْضِ عَبْدِ الوَاحِدِ
أَخَذَ فِي ذِكْرِ صُعُوْبَةِ الجِبَالِ، وَاشْتِيَاكِهِ بِشِيَاكِهَا، وَقَطْعِهِ إيَّاهَا فِي ظَلَامِ لَيْلِ الشِّتَاءِ، وَهُوَ يُرِيْدُ هِجَاءَ نَجْمٍ وَعَبْدِ الوَاحِدِ. وَرُبَّمَا يَأتِي مِنْ هَذَا البَابِ اسْتِطْرَادٌ يَخْرُجُ مِنْ ذَمٍّ إِلَى مَدْحٍ، كَمَا قَالَ زُهَيْرٌ (٢):
إِنَّ البَخِيْلَ مَلُوْمٌ حَيْثُ كَانَ ... وَلَكِنَّ الجَوَادَ عَلَى عِلَّاتِهِ هَرِمُ

= عَائِشَةَ فِي نَفْسِهِ (١).
مَنْ يَكُنْ إِبْطُهُ كَإِبَاطِ ذَا الخَلْـ ... ـقِ فَإِبطَايَ فِي عِدَادِ الفِقَاحِ
إِلَى إِبْطَانِ يَرْمِيَانِ جَلِيْسِي ... وَنَدَامَايَ مِنْهُمَا بِسِلَاحِ
فَكَأَنَي مِنْ هَذَا وَهَذَا جَالِسٌ ... بَيْنَ مُصْعَبٍ وَصبَاحِ
مُصْعَبُ بن عَبْدُ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ وَصَبَاحُ بنُ خَاقَانَ المِنْقَرِيُّ فَكَانَا جَليْسَيْنِ لَا يَكَادَانِ يَفْتَرِقَانِ وَكَانَا أَبْخَرَيْنِ.
وَكَقَوْلِ إِسْحَاقَ بن إبْرَاهِيْمِ المُوْصَليِّ (٢):
وَصافِيَةٍ تُغْشِي العُيُوْنَ رَقِيْقَةٍ ... رَهِيْنَةِ عَامٍ فِي الدِّنَانِ وَعَامِ
أَدَرْنَا بِهَا الكَأْسَ الرَّوِيَّةَ مَوْهِنًا ... مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى انْجَابَ كُلُّ ظَلَامِ
فَمَا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ حَتَّى كَأَنَّنَا ... مِنَ العَيِّ نَحْكِي أَحْمَدَ بنَ هِشَامِ
(١) معاهد التنصيص ١/ ٣٨٦، خزانة الأدب للحموي ص ٥٦.
(٢) ديوانه ص ١٢٩.

(١) الكامل للمبرد ٢/ ٣٣.
(٢) الكامل للمبرد ٢/ ٥٤، الأغاني ١٧/ ١١٣.

1 / 202