Duroos of Sheikh Khalid Al-Mosleh
دروس للشيخ خالد المصلح
ژانرها
من ثمار التكبير تعظيم شعائر الله
(الله أكبر) -أيها الإخوة- تورث قلب العبد تعظيم شعائر الله ﷾، وهذا من ثمار تعظيم الله جل وعلا، ومن ثمار هذه الكلمة أن يكون العبد معظمًا لشعائر الله، معظمًا لحرمات الله تعالى، قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج:٣٢]، أي: هذا نتاج التقوى، التي يحيا بها القلب، ويجلى بها الفؤاد، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ﴾ [الحج:٣٠]، فالمؤمن المعظم لله تعالى، المعظم لشعائر الله تعالى، المعظم لحرماته ﷾؛ هو ذلك العبد الذي عرف قدر ربه جل وعلا، فهو قائم بأمر الله تعالى طاعة له فيما أمر، مجتنبًا ما نهى عنه وزجر، متعبدًا لله، خاشعًا له سبحانه وبحمده، هذا هو الذي قدر الله جل وعلا شيئًا من قدره، وإلا فإن العبد مهما بلغ من التقدير والتعظيم لا يبلغ حق ربه في القدر، ولا ولن يبلغ حق ربه جل وعلا في التعظيم، قال بعض أهل العلم: (لو أن العبد سجد لله منذ أن وضعته أمه إلى أن دخل في لحده لم يف لله بحقه) وصدق رسول الله ﷺ حيث قال: (واعلموا أنه لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته)، إذًا: لن يبلغ العبد قدر الله جل وعلا، ولن يبلغ إجلاله حق إجلاله، لكننا نتسابق في أداء ما فرض سبحانه وبحمده علينا، وفي أداء شيء مما أمرنا به، وفي الانتهاء عن شيء مما نهانا عنه.
1 / 7