Duroos of Sheikh Abdullah Al-Jalali
دروس للشيخ عبد الله الجلالي
ژانرها
إقامة الصلاة
فمن هؤلاء الذين يفعلون هذه الأشياء؟ قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ [الأنفال:٣]، أي: يأتون بالصلاة مستقيمة، والصلاة يا إخوان! هي عمود الإسلام، فمهما عمل الإنسان من الطاعات ولكن كانت الصلاة غير مضبوطة وغير صالحة؛ فإنه لا يقبل منه هذا العمل، ولذلك أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من أعماله الصلاة.
وليست الصلاة هي الحركات الآلية التي يؤديها بعض الناس دون أن تصل إلى القلب، وإنما هي الصلاة المستقيمة، ولذلك ما قال الله تعالى: يصلون، وإنما قال: ﴿يُقِيمُونَ الصَّلاةَ﴾ [الأنفال:٣]، فالصلاة كما نعرف هي عمود الإسلام، وتركها ردة عن الإسلام، كما قال ﵊: (من تركها فقد كفر)، بل إن الله تعالى أمرنا بأن نقاتل كل من ترك الصلاة حتى يعود إلى الصلاة، ونقاتله قتال الكافرين لا قتال العصاة، فقال ﷿: ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ﴾ [التوبة:٥]، وقال: ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾ [التوبة:١١].
إذًا: ترك الصلاة مع إنكار وجوبها ردة بإجماع علماء المسلمين، وعلى رأي جمهور علماء المسلمين: إذا كان يعتقد وجوبها ولكنه يتركها تهاونًا فإنه يقتل؛ فاتفقوا على أنه يقتل تارك الصلاة إذا لم يتب، واختلفوا: هل يقتل ردة أو يقتل حدًا؟ فالذين قالوا: إنها ردة وكفر قالوا: يقتل ردة، ويترتب على هذا أنه لا يُغسل، ولا يُكفن، ولا يُصلى عليه، ولا يُدفن في مقابر المسلمين، ولا يُورث إلى غير ذلك.
1 / 15