درر السلوک در سیاست ملوک

الماوردی d. 450 AH
67

درر السلوک در سیاست ملوک

درر السلوك في سياسة الملوك

پژوهشگر

فؤاد عبد المنعم أحمد

ناشر

دار الوطن

محل انتشار

الرياض

وَقَالَت الْحُكَمَاء يظنّ الْمَرْء مَا يظنّ بقرينه وَقد تخْتَص الْمُلُوك من هَذَا بِمَا يباينون بِهِ من سواهُم لخفاء أَحْوَالهم عَن الرّعية فيقضون عَلَيْهِم بِمَا قد عرفوه من أَحْوَال بطائنهم فَإِن استبطنوا الْعلم قضوا عَلَيْهِم بِالْعلمِ وَإِن استبطنوا الْجَهْل قضوا عَلَيْهِم بِمَا عرفوه من أَحْوَال بطانتهم الْجُهَّال وَإِن علمُوا مَا ينتشر من الْفساد الْعَظِيم بإهمال الْعلمَاء وَترك مُرَاعَاتهمْ وَذَلِكَ أَنه رُبمَا بعث بَعضهم قلَّة الْمَادَّة وَضعف الْحَال على مُسَامَحَة النَّفس فِي التبذل وارتكاب الشّبَه فِي التكسب فَإِذا وَافق ذَلِك إِعْرَاض السُّلْطَان عَنْهُم قبحت آثَارهم عِنْد الْعَامَّة وتقاصرت رتبتهم عِنْد الْخَاصَّة فهجروا هجر الْأَعْدَاء وزجروا زجر السُّفَهَاء ثمَّ سرى ذَلِك فِي حواصهم ومتصونيهم وَعم فِي جنسهم ومتدينهم فَذَهَبت بهجة الْعلم وبهاؤه وَقل طلابه وعلماءه وَصَارَ ذَرِيعَة إِلَى انقراضه ودراسته ثمَّ لَا يبعد أَن يظْهر أهل نحل مبتدعة ومذاهب مخترعة يزوقون كلَاما مموها ويزخرفون مذهبا مشوها يخلبون بِهِ قُلُوب الأغمار ويعتضدون على نصرته بالسفلة الأشرار فَيصب النَّاس إِلَيْهِم وينعطفوا عَلَيْهِم بخلابة كَلَامهم وَحسن ألطافهم مَعَ أَن لكل جَدِيد لَذَّة وَلكُل مستحدث صبوة وَقَالَ النَّبِي ﷺ إِن أخوف

1 / 120