اليقين (١) فيه دلالة ظاهرة على تفاوت مراتب اليقين (٢) كما صرح به بعض الفضلاء في تفسيره (٣).
واعلم أن الصحيح والمختار أنه كسبي ويُعَرَّف، ولم يذكره المصنف، فكأنه يميل إلى أنه ضروري، أو عسر (٤).
وأولى ما قيل في تحديده: صفة يتجلى (٥) به المذكور، أو صفة توجب
(١) إشارة إلى قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [البقرة: ٢٦٠] وقوله تعالى: ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (٥) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ﴾ [التكاثر: ٥ - ٧].
(٢) مراتب اليقين ثلاث: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين، وقد وردت كلها في القرآن الكريم كما سبق، ولقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ﴾ [الواقعة: ٩٥].
فعلم اليقين: ما علمه الإنسان بالسماع والخبر والقياس والنظر.
وعين اليقين: ما شاهده وعاينه بالبصر.
وحق اليقين: ما باشره ووجده وذاقه وعرفه بالاعتبار.
راجع: مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام: ١٠/ ٦٤٥ - ٦٥٢.
(٣) جاء في هامش (أ، ب): "هو البيضاوى هـ"، وراجع تفسيره: ٢/ ٦١٨، وتفسير الرازي: ١٦/ ٧٩ - ٨٠.
(٤) وهو كذلك لأنه اختار مذهب الجويني، والغزالي في ذلك.
راجع: تشنيف المسامع: ق (١٣/ أ)، والمحلى على جمع الجوامع: ١/ ١٥٩.
(٥) جاء في هامش (أ، ب): "يحمل على التجلي التام، وهو الانكشاف الكامل، وهو العلم اليقيني هـ".