درر حسان در عربستان

عبد المسیح انطاکی d. 1341 AH
60

درر حسان در عربستان

الدرر الحسان في إمارة عربستان: وترجمة مولانا صاحب العظمة سردار أرفع معز السلطنة الشيخ «خزعل خان» أمير المحمرة وحاكمها ورئيس قبائلها

ژانرها

وجناب الحاج رئيس لا يدخر وسعا ولا يوفر تعبا في سبيل خدمة مليكه المفضال، فتراه دائما أبدا ناشطا إلى تلبية أوامر صاحب العظمة الملوكية، بهمة الشباب وحنكة الشيوخ، وفكرة من خبر الدهر، وذاق الحلو والمر.

وقد سار جناب الحاج رئيس غير مرة إلى طهران بمهمات تتعلق بإمارة عربستان، فنجح فيها جميعا نجاحا باهرا، كما أن مواقفه السياسية الكثيرة تشهد له بالذكاء النادر، وتحيي له أطيب المآثر، فلا عجب إذا كان موضع ثقة عظمة السردار أرفع، وفائزا برضائه الأعلى.

وطالما سمعنا هذا الوزير الخطير يفاخر بانتمائه إلى عظمة السردار ويفتخر بخدمته؛ شأن الشكور المخلص.

وفي سنة 1914 سار حضرة الحاج رئيس بسياحة كبرى قصد فيها الهند فمصر فأوروبا، ثم عاد باليمن والإقبال إلى المحمرة بطريق سوريا، وقد لاقى بسياحته هذه من الحفاوة والإكرام ما يليق بمخلص كبير لعظمة السردار أرفع، وكانت سياحته هذه ذات فوائد جمة.

وجناب الحاج رئيس متوسط القامة، نحيف الجسم، عصبي المزاج، قوي العزيمة، نير الفكر، متوقد الذكاء، صريح اللهجة، لا يعرف الرياء ولا المداجاة، ومن طبعه الإخلاص للمخلصين لعرش مولانا ومولاه، والعمل على ما يحبه ويرضاه.

ولسعادة الحاج رئيس تجارة واسعة في عربستان، بل هو أعظم تاجر فيها، ويقوم بإدارتها نجله الذكي النشيط سعادة أبو الحسن خان مشير تجار عربستان المعروف باسم الحاج مشير. وهذا الشهم النبيل تربى على الإخلاص لعظمة السردار أرفع، وفاز برضاء عظمته، وبات موضع ثقته أيضا. وجنابه من نوابغ شبان العراق، ويحسن اللغات العربية والفارسية والإنكليزية، وسافر غير مرة إلى الهند وأوروبا فأزادته أسفاره خبرة ودراية، حفظ الله الرئيس والمشير، بحمى عظمة مولانا ولي النعم السردار الخطير.

نظرة في العراق

إن أهالي العراق يغلب فيهم التشيع لآل البيت الطاهر، عليهم وعلى المصطفى الصلاة والسلام. وهم الشيعة المعروفون في العالم الإسلامي بنصرة سيف الله الغالب الإمام علي بن أبي طالب، عليه الصلاة والسلام. وهم طائفة كبرى في المسلمين، ولهم في العراق مشاهد كبرى ومدارس عامرة، أهمها مشهد الإمام علي في النجف الأشرف، ومشهد سيدنا الحسين في كربلاء، ومشهد سيدنا الكاظم في بغداد، عليهم الصلاة والسلام. ويتوافد الشيعيون لزيارة هذه المشاهد المقدسة من بلاد فارس والهند وما وراءهما. وفي النجف الأشرف مدرسة دينية كبرى فيها نحو من ثلاثين ألف طالب يتلقون فيها العلوم الشرعية والآداب الدينية، ويتوزعون بعد ذلك على البلاد معلمين مهذبين، ومن هذه المدرسة ظهر نوابغ مجتهدي الشيعة ولا يزالون يظهرون، وهم أئمة الدين ومنائر الهدى للمتقين. وفي هذه المشاهد المباركة من النفائس والتحف ما لا يقع تحت ثمن، وهي هبات المتقين ونذور الورعين.

وفي العراق قسم ليس بقليل من أهل السنة المسلمين، ولهم مشاهد مباركة أهمها مشهد سلطان الأولياء سيدي عبد القادر الكيلاني الحسني، عليه الصلاة والسلام، في بغداد. وفي ذلك المشهد المبارك مدرسة كبرى يتلقى فيها الطلبة الكثيرون العلوم الشرعية والآداب الدينية.

وقد عمل الأتراك كعادتهم في حكمهم على التقسيم بين عرب العراق ليتمكنوا من الاستبداد بهم، فبثوا روح البغضاء بين السنيين والشيعيين، فكثرت بينهم المنازعات والخصومات، واستفاد الأتراك من وراء هذا التقسيم التسود على القبيلين.

صفحه نامشخص