درر حسان در عربستان
الدرر الحسان في إمارة عربستان: وترجمة مولانا صاحب العظمة سردار أرفع معز السلطنة الشيخ «خزعل خان» أمير المحمرة وحاكمها ورئيس قبائلها
ژانرها
للأدبا والكتبة
محيي موات المجد في
أخلاقه المحببة
فليحي في إقباله
للدهر يطوي حقبه
والحقيقة التي لا تشوبها شائبة من الريب هي أن العلماء والأدباء والشعراء الذين طالما شكوا الفاقة وتأففوا مما هم فيه من الضيق والعسر قد وجدوا في القصر الخزعلي العالي عكاظا ثانيا تروج فيه أدبياتهم، فيأتون بدرر الأقوال وينصرفون ببدر الأموال، وهم يدعون بالسر والجهر: فليحي عظمة السردار أرفع المحسن المفضال.
المعيشة الخزعلية
وطالما صبا الناس إلى الاطلاع على معيشة الملوك، ويرون فيها فائدة ولذة، وها أنا ذا نتحف العالم العربي بأنباء معيشة عظمة السردار أرفع بما اختبرناه؛ وما راء كمن سمع.
ينهض عظمة مولانا السردار أرفع، روحي فداه، عند الغلس من سريره فيتوضأ ويصلي صلاة الفجر بقلب خاشع، ويسأل الله بعد الصلاة أن يرحب صدره ويلهمه العدل والرحمة؛ وبعد الصلاة يتناول طعام الفطور، ويكون غالبا اللبن (الحليب) والقهوة أو الشاهي وقليلا من المربى والزبدة والبيض؛ ثم يدخل مكتبه الخاص في الحرم لمراجعة أوراق الإمارة المعروضة على أنظاره العلية، ويؤشر بيده الشريفة على كل ورقة منها بما يصدر به أمره العالي، ويقيم في مكتبه هذا نحو الساعتين؛ ثم يخرج، حفظه الله، للناس الذين يؤمونه بأشغالهم فيقابلهم بمجلسه في الدور الأول من القصر العامر، أو في فسحة القصر إذا كان الوقت صيفا؛ وفي الضحى يركب أحد يخوته أو بلمه الملوكي ويتوجه باليمن والإقبال إلى الفيلية بموكبه الحافل، يحيط به كتبته ورجال بطانته وحرسه الخاص، فتستقبله هناك الموسيقى الخزعلية بألحانها المطربة؛ ومن هناك يدخل الديوانية حيث يتصدر صاعة الاستقبال وينظر في شئون رعاياه وحوائجهم ويفصل في شكاويهم وخصوماتهم، ويحكم بينهم عدلا وإنصافا، وينعم بكرمه «الخزعلي» على طالبي رفده وهم كثيرون؛ ويظل كذلك إلى قبيل الظهر حيث يدخل الحرم فيصلي صلاة الظهر، ثم يتناول طعام الغذاء داخل الحرم، ويقضي القيلولة فيه إلى قبيل العصر حيث ينهض للصلاة فيصلي العصر؛ ثم يخرج لصاعة الاستقبال ثانية فيستأنف أعماله الخيرية والإدارية؛ ثم يرجع إلى الكمالية قبيل الغروب حيث يدخل الحرم مباشرة فيصلي صلاة الغروب؛ ثم يخرج إلى صاعة السمر في الدور العالي من القصر فيتناول طعام العشاء مع ضيوفه وندمانه، ثم يستدعي من في الباب من العلماء والأدباء والشعراء وهم كثيرون ويسمر معهم إلى الهزيع الثاني من الليل، في مذاكرات علمية، ومطارحات شعرية، ومداولات أدبية، في مجلس يتسابق إليه المتسابقون في العلم والآداب والشعر، وللمجلي من هبات عظمته نصيبه من الرزق، وعند منتصف الليل يرفض الاجتماع، ويدخل عظمته للحرم، ويتفرق الندماء وأهل العلم والأدب والشعر في غرفهم في ذلك القصر المعمور وكلهم ألسنة تحمد مآتيه وتدعو إلى الله سبحانه بطول بقاه.
هذه معيشة عظمة السردار أرفع العادية، إلا أنها قد يحدث ما يغيرها؛ كوجود ضيوف أعزاء في القصر العامر من إيران والعراق، وكثيرا ما كان يزور عظمته ساكن الجنان فقيد العرب والإسلام المرحوم المبرور الشيخ مبارك الصباح، رحمه الله، وكان يلازمه مدة إقامته؛ لما كان بينهما من الإخاء الوثيق العرى.
صفحه نامشخص