استرقت غفلة من الزمان، وانتهزت فرصة من الحدثان «١»، وانتظمت مع الأديب يعقوب بن أحمد النيسابوريّ «٢» على مباثّة الأشجان، فنتذاكر ممّا هدرت به قرومهم «٣» جراجر «٤»، ونتناشد مما زأرت به ليوثهم زماجر ثمّ نقف منهم على أطلال الماضين نترسّمها، ولا نكاد نعيّنها إلّا أواريّ «٥» لأيا ما أبيّنها [١]، فنباكي حمام الأيك شجوا، ونصوغ [٢] على وزان أسجاعها شدوا، وما أشبّه ذلك الفاضل إلّا بخصب ورثناه في رحالنا من أمداد سيول غاضت فعشنا في معروفها بعد غيضها، أو بعنبر دسره «٦» إلى سواحل أمصارنا أمواج بحور فاضت
_________
[١]- كذا في با وب ٢ وف ١ ول ٢، وفي س: أتبينها.
[٢]- كذا في ح وف ٢، وفي س: نصوح. وفي ب ١: نصوع.
1 / 29