ولا يقال: يظن، /41/ وإن كان الظن قد يجيء في موضع العلم. قال المفضل (¬1) : قال الفراء (¬2) في قوله تعالى: {فخشينا} معناه: علمنا، وهو مثل: {الآ أن يخافآ ألا يقيما حدود الله} (¬3) ؛ لأن «خشينا» و«خفنا» واحد. والخوف والظن يذهب بهما مذهب العلم. وقال دريد بن الصمة (¬4) :
فقلت لهم: ظنوا بألفي ... مدجج ... سراتهم في الفارسي ... المسرد (¬5)
أي اعلموا. ومثله قوله تعالى: {الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم} (¬6) قالوا: يعلمون. فالظن يكون شكا ويكون يقينا، فالشك لا يجوز على الله تعالى.
ومنه: لا يقال: إنه تعالى يتقي، ولا إنه يرجو؛ لأن الرجاء إنما قد يكون على الخوف والطمع، وذلك عن الله تعالى منفي.
صفحه ۸۲