فإن قال: فقوله تعالى: {يدبر الأمر من السمآء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون} (¬1) وفي آية أخرى: {تعرج الملآئكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} (¬2) ما معنى هذا الاختلاف؟ قيل: قال ابن عباس وغيره: تنزل الملائكة ثم تصعد في يوم أو بعض يوم، وكان مقدار (¬3) مسيرة ذلك اليوم ألف سنة مما تعدون؛ لأن بعد ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام لابن آدم (¬4) ، فإذا قطعته الملائكة عليهم السلام نازلة وصاعدة في يوم واحد فقد قطعت مسيرة ألف سنة. وأما قوله: {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} فهو يوم القيامة. قال قطرب (¬5) : يقول تعالى لو كان محاسبة العباد إلى غيره عز وجل لكان حاسبهم (¬6)
صفحه ۱۳۵