فإن قال: فقوله تعالى: {أأنت قلت للناس} (¬1) ، كيف يسأله عن شيء قد علم أنه لم يقله؟ قيل: قال المفضل: قال الحسن (¬2) : إنما يقول ذلك وإنما قد علم عز وجل أنه لم يقله ليرد عليه عيسى ما حكى عنه عز وجل: {سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق} (¬3) فيكذب الذين ادعوا أن عيسى ابن الله على رؤوس الخلائق.
* مسألة [في قوله تعالى: {رب بمآ أغويتني}]:
فإن قال: فقوله: {رب بمآ أغويتني} (¬4) {إن كان الله يريد أن يغويكم} (¬5) كيف جاز الإغواء من الله عز وجل؟ قيل له: قال المفضل: {أغويتني }: ألفيتني غاويا، أي: ضالا بمخالفتي أمرك بالسجود لآدم عليه السلام. وقال الكلبي: {أغويتني}: أضللتني عن الهدى بمخالفتي أمرك. وقال بعض المفسرين: {أغويتني}: سميتني غاويا بمخالفتي أمرك. وقال الحسن (¬6) : {أغويتني}: لعنتني.
وأما {إن كان الله يريد أن يغويكم} فمعناه: أن يضلكم /54/ ويمنعكم الرشد. وقال الحسن: يعذبكم، أي: لا ينفعكم نصحي بما أدعوكم إليه من الإيمان إذا نزل بكم عذاب الله وآمنتم لم ينفعكم يومئذ.
* مسألة [في قوله عز وجل: {ورحمتي وسعت كل شيء} والكافر لا تشمله]:
صفحه ۱۱۱