عليه أهل الإسلام وعلماؤهم قرنًا بعد قرن، وجيلًا بعد جيل، ومن أعظم الناس تعطيلًا للقرآن، وهجرًا له، وعزلًا له عن الاستدلال به في موارد النزاع، وقد قال تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُول﴾ [النساء: ٥٩] الآية. والرد إلى الله١ هو الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول رد إلى سنته، وقد قال تعالى: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: ١٠] وقد قال تعالى: ﴿لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغ﴾ [الأنعام:١٩]، فنصوصه وأحكامه عامة لا خاصة بخصوص السبب، وما المانع من تكفير من فعل كما فعلت اليهود من الصد عن سبيل الله والكفر به، مع معرفته، وهذا العراقي لا يبدي قولةً في اعتراضه وتلبيسه إلا هي أكبر من أختها في الجهالة والضلالة، ولو كان يعرف الكتاب العزيز، وما دل عليه من الأحكام والاعتبار لأحجم عن هذه العبارات التي لا يقولها إلا أفلسُ الخلق من العلم والإيمان.
وأما قوله: (وروى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر ﵁ في وصف الخوارج: أنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين، وفي رواية أخرى عن ابن عمر أنه ﷺ قال: "أخوف ما أخاف
_________
١ سقطت: "الله" من ط الرياض.