وأما قوله: (في الحديث الآخر يخرج ناس من قبل المشرق يقرؤون القرآن) الخ.
فأقول: الحديث أخرجه البخاري في كتاب التوحيد عن معبد بن سيرين عن أبي سعيد الخدري ﵁ عن النبي ﷺ قال: "يخرج ناس من قبل المشرق، ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه، قيل ما سيماهم؟ قال: "التحليق -أو قال- التسبية" ١.
وقد وقع مصداق ما أخبر به ﷺ من خروج هؤلاء المارقين، على هذه الصفة التي أخبر بها رسول الله ﷺ، وكان خروجهم من جهة العراق كما ذكره الشراح.
قال الحافظ في الفتح في آخر كتاب التوحيد تحت قوله ﷺ: "يخرج ناس من قبل المشرق": تقدم في كتاب الفتن أنهم الخوارج، وبيان مبدأ أمرهم، وما ورد فيهم، وكان ابتداء خروجهم في العراق، وهي من جهة المشرق بالنسبة إلى مكة المشرفة انتهى.
_________
١ تقدم الكلام على أحاديث الخوارج في الرسالة الأولى في هذه السلسلة ص٤٧.