قال عمر بئس الرجل أنت تمدح إبلك وتهجو قومك فخرج وقال:
(رأيتُ ابنَ خطاب تجاهل بعدما ... رأيتُ له عقلًا وما كان جاهلا)
(ألا قد علمنا أن ما قال هكذا ... ومن قال حق غير ما قال باطل)
وقالوا أمدح أبيات قيلت ما أنشدناه أبو أحمد عن مهلهل بن يموت عن أبيه عن الجاحظ:
(اختر فناء بني عمرو فإنهمُ ... أولُو فضولٍ وأقدار وأخطارِ)
(إن يُسألوا الخير يُعطَوهُ وإن جهدوا ... فالجهد يخرج منهم طيبَ أخبار)
(وإن تودَّدتهم لانوا وإن شتموا ... كَشَفْتَ أذمارَ سرٍّ غير أسرار)
(هْينون ليْنون أيسارٌ ذوو يسرٍ ... أبناءُ مَكرمةٍ أبناءُ إيسارِ)
(من تلقَ منهم تقلْ لاقيتُ سيدَهم ... مثلَ النجوم التي يسري بها الساري)
وهي على الحقيقة أمدح أبيات قيلت. وقالوا أمدح بيت قيل قول الخنساء في أخيها:
(أغرُّ أبلجْ تأتمُّ الهداةُ به ... كأنه علمٌ في رأسه نارُ)
أخبرنا أبو أحمد حدثنا الأنباري عن أبي عكرمة الضبي أخبرنا أبو دعامة عن صالح بن محمد بن المسيب قال سمعت المفضل الضبي يقول أتاني رسول المهدي فقال أجب فهالني ذلك فمضيت معه حتى دخلت وعنده علي بن يقطين وعمر بن بزيع والمعلى مولاه فسلمت فرد وقال اجلس فجلست فقال أخبرني بأمدح بيت قالته العرب فتحيرت ثم جرى على لسان قول الخنساء:
(وإنَّ صخرًا لمولانا وسيدنا ... وإن صخرًا إذا يشتو لنحارُ)
(أغرُّ أبلجْ تأتمُ الهداةُ به ... كأنه علمٌ في رأسه نارُ)
فقال أخبرت هؤلاء فأبوا علي فقلت يا أمير المؤمنين كنت أحق بالصواب فقال يا مفضل أسهرتني أبيات ابن مطير الأسدي:
(وقد تغدرُ الدنيا فيضحي غنيها ... فقيرًا ويغنى بعد بؤسٍ فقيرها)
1 / 41