(أغرُّ أبلجُ يكسو نفسَه حُللِّا ... من المحامِد لا تبلَى على الحقبِ)
(تلقاه من نهضه للمجد في صمد ... ومن تواضعه للحق فيصبب)
(كأنه وهو مشول وممتدح ... غناه أسحق والأوتارُ في صَخَبِ)
(يهتزُّ عطفاه عند الحمدِ يسمعهُ ... من هزةِ المجدِ لا من هزةِ الطربِ)
وهذا المصراع من قول أبي تمام:
(موكل بيقاع الأرض يشرفه ... من خفةِ الخوفِ لا من خِفةِ الطربِ)
وقلت:
(وقد يؤنسُ الزوارِ منك إذا التقوا ... سخاء عليه للطَّلاقة شاهدُ)
وقلت: زهير قول بعضهم ... كأنك بالمِنْقاش تَنتفُ شارِبَهْ)
وقد أحسن جحظة في هذا المعنى أنشدناه أبو أحمد عنه "
(قومٌ أحاول نيلهم فكأني ... حاولتُ نتفَ الشَّعر من آنافِهِمْ)
(قُم فاسقنيها بالكبيرِ وغنّني ... ذَهبّ الذينَ يُعاشُ في أكنافهمْ)
وقالوا أمدح بيت قالته العرب قول جرير:
(ألَسْتم خيرَ مَن ركبَ المطايا ... وأندىَ العالمينَ بطونَ راحِ)
وليس هذا الاستفهام للشك وفي القرآن الشريف ﴿أليس الله بعزيز ذي انتقام﴾ ﴿أليس الله بأحكم الحاكمين﴾ ﴿أليس الله بكآفٍ عبده﴾ وسئل بعض العرب عن أشعر الناس فقال جرير وذلك أن بيوت الشعر أربعة المديح والهجاء والافتخار والغزل وفي كلها سبق جرير: قال: في المديح:
(ألَسْتم خيرَ مَن رَكبَ المطايا ... وأندَى العالمينَ بُطون راحِ)
1 / 31