(هوَ البحرُ مِن أيِّ النواحِي أتَيته ... فَلُجَّتُهُ المعروفُ والجودُ ساحِلُهْ)
(تعوَّدَ بَسطَ الكفِّ حتى لو أنه ... أرادَ انقباضًا لم تُطِعْهُ أنامِله)
(ولو لم يكنْ في كفهِ غيرُ نفسه ... لجادَ بها فليتق الله سائِله)
وقلت في قريب منه:
(وكيف يبيتُ الجارُ منك على صدى ... وكفُّكَ بَحرٌ لُجةُ البحرِ ساحلهْ)
أخبرنا أبو أحمد قال سمعت أبا بكر يعني ابن دريد يحكى عن أبي حاتم قال قال الأصمعي سمعت أعرابيًا يقول: انكم معاشر أهل الحضر لتخطئون المعنى إن أحدكم ليصف الرجل بالشجاعة فيقول كأنه الأسد ويصف المرأة بالحسن فيقول كأنها الشمس، لم لا تجعلون هذه الأشياء بهم أشبه ثم قال لانشدك شعرًا يكون لك إماما ثم أنشدني:
(إذا سألت الورى عن كل مَكرمةٍ ... لم تلفِ نسبتَها إلّا إلى الهَوْل)
(فتىً جَوادًا أعاد النيل نائله ... فالنِّيلُ يشكرُ منه كثرة النيل)
وليس هذا الشعر مختارًا عندي:
(والموتُ يرهبُ أن يَلقَى مَنيتهُ ... في شِدَّةٍ عند لفِّ الخَيل بالخيلِ)
(لو عارض الشمسَ أبقى الشمسَ مُظلمةً ... أو زاحم الصم ألجاها إلى الميل)
(أو بارز الليلَ غطَّته قوادِمُه ... دونَ القَوافي كمثل الليلِ بالليلِ)
(أمضَى من النَّجمِ إن نابتهُ نائبةٌ ... وعندَ أعدائِه أجرى من السيل)
ومن الجيد في هذا المعنى قول الآخر:
(عَلَّم الغيثَ الندَى حتى إذا ... ما حكاه عَلمَ البأسَ الأسدْ)
(فلهُ الغيث مُقِرُ بالندى ... وله الليث بمقر بالجلَد)
وقد أنكر عبد الملك ما أنكره الأعرابي من تشبيه الممدوح بالأسد والصخر والبحر
فأخبرنا أبو أحمد قال أخبرنا أبو بكر أخبرنا عبد الأول بن مزيد أحد بني أنف الناقة عن ابن عائشة عن أبيه قال قال عبد الملك يومًا وقد اجتمع
1 / 25