(سعيتُ ابتغاءَ الشكر فيما صنعت بي ... فقصرت مغلوبًا وإني لشاكرُ)
قوله وإني لشاكر مع قوله مغلوبًا حسن الموقع، وهو مأخوذ من قول الآخر:
(فراق حبيب لم يَبنْ وهو بائنٌ)
(لأنك توليني الجميلَ بداهةً ... وأنت لما استكثرت من ذاك حاقر)
(فأرجعُ مغبوطًا وترجع بلتي ... لها أولٌ في المكرماتِ وآخرُ)
وقول الآخر:
(ولو أن لي في كلِّ منبتِ شعرةٍ ... لسانًا يبثُ الشكر فيك لقصرا)
وقول دعبل:
(هُجرتُك لاعن جفوةٍ وملالةٍ ... ولا لقلى أبطأتُ عنك أبا بكر)
(ولكنني لما أتيتك راغبًا ... فأفرطتَ في برِّي عجزتُ عن الشكر)
(فملآنَ لا آتيك إلا مِعذرًا ... أزورُك في الشهرين يومًا أو الشهر)
(فإن زدتَ في بري تزايدتُ جفوةً ... فلا نلتقي حتى القيامة والحشرِ)
وقول أبي نواس:
(قد قلتُ للعباسِ مُعتذرًا ... من ضعف شُكريه ومعترفا)
(أنتَ امرؤٌ قلدتني نعمًا ... أوهت قوَى شُكري وقد ضعفا)
(لا تسدينَّ إليَّ عارِفَةً ... حتى أقومَ بشكر ما سَلفا)
وهو أول من أتى بهذا المعنى إلا أنه عبر عنه عبارة طويلة، وأحد أدواء الكلام فضل ألفاظه على معانيه. وقال البحتري:
(هتايك أخلاقُ إسماعيل في تعبٍ ... من العلا والعلا منهن في تعبِ)
(أدأبتُ شُكري فأمسي منك في نصب ... اقصر فما لي في جَدواك من أرب)
(لا أقبلُ الدهرَ نيلًا لا يقومُ لهُ ... شُكري ولو كان مسديهِ إليَّ أبي)
(لما سألتك وافاني نداك على ... أضعاف شكري فلم أظفر ولم أخِبِ)