أشرعوا، أي سددوهن (¬1) للطعن. ومحربة، أي كأن بها غضبا. وقوله: يساقون أي يسقي بعضهم بعضا الطعن، كأنما يساقون السمم، وإنما هي يتساقون بالسمم.
فقال يساقون، فأدغمها. ومحربة، يقول: قد أغضبت فغضبت.
كأنما يقع البصرى بينهم ... من الطوائف والأعناق بالوذم
البصرى: [سيف من] سيوف بصرى. والطوائف: النواحي: الأيدي والأرجل. والوذمة: السير بين العرقوة وأذن الدلو. يقول: فكأنما يقع في سيور من شدة وقعه ومره، يقطع رقابهم وأيديهم.
يجدلون ملوكا في طوائفهم ... ضربا خراديل كالتشقيق في الأدم
يجدلون: يصرعون. وطوائفهم: نواحيهم. وقوله: ضربا خراديل , قال: يقال (¬2): خردل الشاة، إذا قطعها قطعا قطعا. قال أبو سعيد: حدثنا عمارة بن حمزة شيخ من آل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: نطرح الرمل في أرضنا السبخة بالأعوص (¬3) فيخردلها كأنه صعيد. فإذا طرح الرمل فيها شققها. ويقال للنخلة إذا بقي عليها شيء يسير: قد خردلت، فيعظم بسرها على ذلك؛ ويقال: خردل ثوبه، أي قطعه.
ماذا هنالك من أسوان مكتئب ... وساهف ثمل في صعدة حطم
صفحه ۲۰۴