ولم أر كالمآرب راميات # بنا الدنيا بعادا واقترابا
تخوضنا البحار مزمجرات، # وتسلكنا المضايق والعقابا (1)
وأعظم من عباب البحر حرص # على الأرزاق أركبنا العبابا
وغلب كالقواضب من قريش # يروون القواضب والكعابا (2)
فما ولد الأجابر من تميم # نظيرهم، ولا الشعر الرقابا (3)
وإن المجد قد علمت معد، # ودار العز والنسب القرابا (4)
لأطولهم، إذا ركبوا، رماحا، # وأعلاهم، إذا نزلوا، قبابا
وأغزرهم، إذا سئلوا، عطاء، # وأوحاهم، إذا غضبوا، ضرابا (5)
بنو عم النبي وأقربوه، # وألصقهم به عرقا لبابا (6)
على بيد الحسين ذؤابتاها، # وفرعاها اللذا كثرا وطابا
وكانت لا تجار من الأعادي، # فساند غربه ذاك النصابا
وحصنها، فليس ينال منها # ذنوبا، من يهم، ولا ذنابا (7)
همام ما يزال بكل أرض # يبرقع تربها الخيل العرابا
نزائع كالسهام كسين نحضا # خفيفا، لا اللؤام ولا اللغابا (8)
صفحه ۹۴