وما يبلغ الأعداء مني بفتكة، # ودوني فناء للأمير وباب
تساقط أطراف الأسنة دونه، # وتنبو، ولو أن النجوم حراب (1)
لبست به ثوبا من العز، يتقى # طعان من البلوى به، وضراب
دعوت، فلباني، ولو كنت داعيا # سواه مضى قول وعي جواب
وإن العطايا من يمين محمد # لأمطر من قطر مراه سحاب (2)
لحاظ كما شق العجاج مهند، # ووجه كما جلى الظلام شهاب (3)
بلا شافع يعطي الذي أنت طالب، # وبعض مواعيد الرجال سراب
فتى تقلق الأعداء منه، كأنه # لظى ناجر، والخالعون ضباب (4)
إذا شاء ناب القول عن فعلاته، # وقام مقام العضب منه كتاب
يعظم أحيانا، وليس تجبر، # وينظر غضبانا، وليس سباب
بغيض إلى قلبي سواه، وإن غدت # له نعم تترى إلي رغاب (5)
وعبء على عيني رؤية غيره، # ولو كان لي فيه منى وطلاب
فلا جود إلا أن تمل مطامع، # ولا عفو إلا أن يطول عقاب
فداؤك قوم أنت عال عليهم، # شداد على بذل النوال صعاب
إذا بادروا مجدا برزت، وبلدوا، # وإن طالعوا عزا شهدت وغابوا (6)
وقاؤك من ذم العدى خلف نائل # يدر، ولم تربط عليه عصاب (7)
وما كل من يعلو كقدرك قدره؛ # ولا كل سام في السماء عقاب
صفحه ۶۸