جرى لها الفال برحا يوم أنقرة
إذ غودرت وحشة الساحات والرحب
لما رأت أختها بالأمس قد خربت
كان الخراب لها أعدى من الجرب
كم بين حيطانها من فارس بطل
قاني الذوائب من آني دم سرب
بسنة السيف والخطي من دمه
لاسنة الدين والإسلام مختضب
لقد تركت أمير المؤمنين بها
للنار يوما ذليل الصخر والخشب
غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى
يشله وسطها صبح من اللهب
حتى كأن جلابيب الدجى رغبت
عن لونها وكأن الشمس لم تغب
ضوء من النار والظلماء عاكفة
وظلمة من دخان في ضحى شحب
فالشمس طالعة من ذا وقد أفلت
والشمس واجبة من ذا ولم تجب
تصرح الدهر تصريح الغمام لها
عن يوم هيجاء منها طاهر جنب
صفحه ۱۹