البحر : بسيط تام 1
عنها وسائره بالليل محتجبذو الرمة ما بال عينك منها الماء ينسكب
كأنه من كلى مفرية سرب
2
وفراء غرفية أثأى خوارزها
مشلشل ضيعته بينها الكتب
3
أستحدث الركب عن أشياعهم خبرا
أم راجع القلب من أطرابه طرب
4
من دمنة نسفت عنها الصبا سفعا
كما تنشر بعد الطية الكتب
5
سيلا من الدعص أغشته معارفها
نكبآء تسحب أعلاه فينسحب
6
لا بل هو الشوق من دار تخونها
مرا سحاب ومرا بارح ترب
7
يبدو لعينيك منها وهي مزمنة
نؤي ومستوقد بال ومحتطب
8
إلى لوائح من أطلال أحوية
كأنها خلل موشية قشب
9
بجانب الزرق لم تطمس معالمها
دوارج المور والأمطار والحقب
10
صفحه ۱
ديار مية إذ مي تساعفنا
ولا يرى مثلها عجم ولا عرب
11
براقة الجيد واللبات واضحة
كأنها ظبية أفضى بها لبب
12
بين النهار وبين الليل من عقد
على جوانبه الأسباط والهدب
13
عجزآء ممكورة خمصانة قلق
عنها الوشاح وتم الجسم والقصب
14
زين الثياب وإن أثوابها استلبت
فوق الحشية يوما زانها السلب
15
تريك سنة وجه غير مقرفة
ملساء ليس بها خال ولا ندب
16
إذا أخو لذة الدنيا تبطنها
والبيت فوقهما بالليل محتجب
17
سافت بطيبة العرنين مارنها
بالمسك والعنبر الهندي مختضب
18
تزداد للعين إبهاجا إذا سفرت
وتحرجث العين فيها حين تنتقب
19
لمياء في شفتيها حوة لعس
وفي اللثات وفي أنيابها شنب
20
كحلآء في برج صفرآء في نعج
كأنها فضة قد مسها ذهب
21
صفحه ۲
والقرط في حرة الذفرى معلقة
تباعد الحبل منه فهو يضطرب
22
تلك الفتاة التي علقتها عرضا
إن الكريم وذا الإسلام يختلب
23
ليالي اللهو يطبيني فأتبعه
كأنني ضارب في غمرة لعب
24
لا أحسب الدهر يبلي جدة أبدا
ولا تقسم شعبا واحدا شعب
25
يعلو الحزون طورا ليتعبها
به التنآئف والمهرية النجب
26
معرسا في الصبح وقعته
وسائر السير إلا ذاك منجذب
27
أخا تنائف أغفى عند ساهمة
بأخلق الدف من تصديرها جلب
28
تشكو الخشاش ومجرى النسعتين كما
أن المريض إلى عواده الوصب
29
كأنها جمل وهم وما بقيت
إلا النحيزة والألواح والعصب
30
لا تشتكى سقطة منها وقد رقصت
بها المفاوز حتى ظهرها حدب
31
صفحه ۳
كأن راكبها يهوي بمنخرق
من الجنوب إذا ما ركبها نصبوا
32
تخدي بمنخرق السربال منصلت
مثل الحسام إذا أصحابه شحبوا
33
والعيس من عاسج أو واسج خببا
ينحزن من جانبيها وهي تنسلب
34
تصغي إذا شدها بالكور جانحة
حتى إذا ما استوى في غرزها تثب
35
وثب المسحج من عانات معقلة
كأنه مستبان الشك أو جنب
36
يحدو نحائص أشباها محملجة
ورق السرابيل في ألوانها خطب
37
له عليهن بالخلصآء مرتعة
فالفودجان فجنبي واحف صخب
38
حتى إذا معمعان الصيف هب له
بأجة نش عنها الماء والرطب
39
وصوح البقل نأاج تجيء به
هيف يمانية في مرها نكب
40
وأدرك المتبقى من ثميلته
ومن ثمائلها واستشئ الغرب
41
صفحه ۴
تنصبت حوله يوما تراقبه
صحر سماحيج في أحشائها قبب
42
حتى إذا اصفر قرن الشمس أو كربت
أمسى وقد جد في حوبائه القرب
43
فراح منصلتا يحدو حلائله
أدنى تقاذفه التقريب والخبب
44
يعلو الحزون بها طورا ليتعبها
شبه الضرار فما يزري بها التعب
45
كأنه معول يشكو بلابله
إذا تنكب من أجوازها نكب
46
كأنه كلما ارفضت حزيقتها
بالصلب من نهشه أكفالها كلب
47
كأنها إبل ينجو بها نفر
من آخرين أغاروا غارة جلب
48
والهم عين أثال ما ينازعه
من نفسه لسواها موردا أرب
49
فغلست وعمود الصبح منصدع
على الحشية يوما زانها السلب
50
عينا مطحلبة الأرجاء طامية
فيها الضفادع - والحيتان - تصطخب
51
صفحه ۵
يستلها جدول كالسيف منصلت
بين الأشاء تسامى حوله العسب
52
وبالشمائل من جلان مقتنص
فأصبح البكر فردا من خلآئله
53
معد زرق هدت قضبا مصدرة
ملس البطون حداها الريش والعقب
54
كانت إذا ودقت أمثالهن له
فبعضهن عن الألاف مشتعب
55
حتى إذا الوحش في أهضام موردها
تغيبت رابها من خيفة ريب
56
فعرضت طلقا أعناقها فرقا
ثم اطباها خرير الماء ينسكب
57
فأقبل الحقب والأكباد ناشزة
فوق الشراسيف من أحشائها تجب
58
حتى إذا زلجت عن كل حنجرة
إلى الغليل ولم يقصعنه نغب
59
رمى فأخطأ والأقدار غالبة
إلا النحيزة والألواح والعصب
60
يقعن بالسفح مما قد رأين به
وقعا يكاد حصى المعزاء يلتهب
61
صفحه ۶
كأنهن خوافي أجدل قرم
ولا تعاب ولا ترمى بها الريب
62
أذاك أم نمش بالوشي أكرعه
ولا تقسم شعبا واحدا شعب
63
تقيظ الرمل حتى هز خلفته
تروح البرد ما في عيشه رتب
64
ربلا وأرطى نفت عنه ذوائبه
كواكب الحر حتى ماتت الشهب
65
أمسى بوهبين مجتازا لمرتعه
من ذي الفوارس يدعو أنفه الربب
66
حتى إذا جعلته بين أظهرها
من عجمة الرمل أثباج لها خبب
67
ضم الظلام على الوحشي شملته
ورائح من نشاص الدلو منسكب
68
فبات ضيفا إلى أرطاة مرتكم
من الكثيب لها دفء ومحتجب
69
ميلاء من معدن الصيران قاصية
أبعارهن على أهدافها كثب
70
صفحه ۷
وحائل من سفير الحول جائله
حول الجراثيم في ألوانه شهب
71
كأنما نفض الأحمال ذاوية
أن المريض إلى عواده الوصب
72
كأنه بيت عطار يضمنه
كأنها جمل وهم وما بقيت
73
إذا استهلت عليه غبية أرجت
مرابض العين حتى يأرج الخشب
74
تجلو البوارق عن مجرمز لهق
كأنه متقبي يلمق عزب
75
والودق يستن عن أعلى طريقته
إني أخو الجسم فيه السقم والكرب
76
كأنها فضة قد مسها ذهب
من هائل الرمل منقاض ومنكثب
77
إذا أراد انكراسا فيه عن له
دون الأرومة من أطنابها طنب
78
تريك سنة وجه غير مقرفة
بنبأة الصوت ما في سمعه كذب
79
فبات يشئزه ثأد ويسهره
براقة الجيد واللبات واضحة
80
حتى إذا ما جلا عن وجهه فلق
هاديه في أخريات الليل منتصب
81
صفحه ۸
أغباش ليل تمام كان طارقه
تطخطخ الغيم حتى ما له جوب
82
غدا كأن به جنا تذاءبه
من كل أقطاره يخشى ويرتقب
83
حتى إذا ما لها في الجدر واتخذت
شمس النهار شعاعا بينه طبب
84
ولاح أزهر مشهور بنقبته
كأنه حين يعلو عاقرا لهب
85
هاجت له جوع زرق مخصرة
شوازب لاحها التغريث والجنب
86
غضف مهرتة الأشداق ضارية
مثل السراحين في أعناقها العذب
87
ومطعم الصيد هبال لبغيته
ألفى أباه بذاك الكسب يكتسب
88
مقزع أطلس الأطمار ليس له
إلا الضراء وإلا صيدها نشب
89
فانصاع جانبه الوحشي وانكدرت
يلحبن لا يأتلي المطلوب والطلب
90
حتى إذا دومت في الأرض راجعه
كبر ولو شاء نجى نفسه الهرب
91
صفحه ۹
خزاية أدركته بعد جولته
من جانب الحبل مخلوطا به غضب
92
فكف من غربه والغضف يسمعها
خلف السبيب من الإجهاد تنتحب
93
حتى إذا أمكنته وهو منحرف
أو كاد يمكنها العرقوب والذنب
94
بلت به غير طياش ولا رعش
إذ جلن في معرك يخشى به العطب
95
فكر يمشق طعنا في جواشنها
ورق السرابيل في ألوانها خطب
96
فتارة يخض الأعناق عن عرض
جماجم يبس أو حنظل خرب
97
ينحي لها حد مدري يجوف به
حالا ويصرد حالا لهذم سلب
98
حتى إذا كن محجوزا بنافذة
وزاهقا وكلا روقيه مختضب
99
ولى يهز انهزاما وسطها زعلا
جذلان قد أفرخت عن روعه الكرب
100
كأنه كوكب في إثر عفرية
مسوم في سواد الليل منقضب
101
صفحه ۱۰
وهن من واطئ ثنيي حويته
وناشج وعواصي الجوف تنشخب
102
معرسا في الصبح وقعته
أبو ثلاثين أمسى فهو منقلب
103
شخت الجزارة مثل البيت سائره
من المسوح خدب شوقب خشب
104
كأن رجليه مسماكان من عشر
صقبان لم يتقشر عنهما النجب
105
ألهاه آء وتنوم وعقبته
زار الخيال لمي هاجعا لعبت
106
يظل مختضعا يبدو فتنكره
حالا ويسطع أحيانا فينتسب
107
كأنه حبشي يبتغي أثرا
أو من معاشر في آذانها الخرب
108
هجنع راح في سودآء مخملة
من القطائف أعلى ثوبه الهدب
109
أو مقحم أضعف الإبطان حادجه
بالأمس فاستأخر العدلان والقتب
110
صفحه ۱۱
أضله راعيا كلبية صدرا
عن مطلب وطلى الأعناق تضطرب
111
يرتاد أحلية أعجازها شذب
112
عليه زاد وأهدام وأخفية
قد كاد يستلها عن ظهره الحقب
113
كل من المنظر الأعلى له شبه
هذا وهذان قد الجسم والنقب
114
حتى إذا الهيق أمسى شام أفرخه
وهن لا مؤيس نأيا ولا كثب
115
يرقد في ظل عراص ويطرده
حفيف نافجة عثنونها حصب
116
تبري له صعلة خرجآء خاضعة
فالخرق دون بنات البيض منتهب
117
كأنها دلو بئر جد ماتحها
حتى إذا ما رآها خانها الكرب
118
ويلمها روحة والريح معصفة
والغيث مرتجز والليل مقترب
119
لا يذخران من الإيغال باقية
حتى تكاد تفرى عنهما الأهب
120
فكل ما هبطا في شأو شوطهما
من الأماكن مفعول به العجب
121
صفحه ۱۲
لا يأمنان سباع الأرض أو بردا
إن أظلما دون أطفال لها لجب
122
له عليهن بالخلصآء مرتعة
إلا الدهاس وأم برة وأب
123
كأنما فلقت عنها ببلقعة
جماجم يبس أنو حنظل خرب
124
مما تقيض عن عوج معطفة
كأنها شامل أبشارها جرب
125
أشداقها كصدوع النبع في قلل
مثل الدحاريج لم ينبت بها الزغب
126
صفحه ۱۳
كأن أعناقها كراث سآئفة
طارت لفائفه أو هيشر سلب
البحر : طويل 1
ألا حييا بالزرق دار مقام
لمي وإن هاجت رجيع سقام
2
على ظهر جرعآء الكثيب كأنها
سنية رقم في سراة قرام
3
إلى جنب مأوى جامل لم تدع به
من العنن الأرواح غير حطام
4
كأن بقايا حائل في مناخها
لقاطات ودع أو قيوض يمام
5
ترائك أيأسن العوائد بعدما
أهفن وطار الفرخ بعد رزام
6
خلاء تحن الريح أو كل بكرة
بها من خصاص الرمث كل ظلام
7
وللوحش والجنان كل عشية
بها خلفة من عازم وبغام
9
كحلت بها إنسان عيني فأسبلت
بمعتسف بين الجفون تؤام
10
تبكي على مي وقد شطت النوى
وما كل هذا الحب غير غرام
11
ليالي مي موتة ثم نشرة
لما ألمحت من نظرة وكلام
12
صفحه ۱۴
إذا انجردت إلا من الدرع وارتدت
غدائر ميال القرون سخام
13
على متنة كالنسع تحبو ذنوبها
لأحقف من رمل الغناء ركام
14
ألا طرقت مي وبيني وبينها
ألا يا اسلمي يا مي كل صبيحة
15
فتى مسلهم الوجه شارك حبها
سقام السرى في جسمها بسقام
16
فأنى اهتدت مي لصهب بقفرة
وشعث بأجواز الفلاة نيام
17
أناخوا ونجم لاح إذ لاح ضوؤه
يخالف شرقي النجوم تهام
18
فإن كنت إبراهيم تنوين فالحقي
نزره وإلا فارجعي بسلام
19
ولم تستطع مي مهاواتنا السرى
ولا ليل عيس في البرين سوام
20
صفي أمير المؤمنين وخاله
21
أعز كضوء البدر يهتز للندى
كما اهتز بالكفين نصل حسام
22
صفحه ۱۵
فدى لك من حتف المنون نفوسنا
وما كان من أهل لنا وسوام
23
أبوك الذي كان اقشعر لفقده
ثرى أبطح ساد البلاد حرام
24
سما بك آبآء كأن وجوههم
مصابيح تجلو لون كل ظلام
25
فأنتم بنو ماء السماء وأنتم
إلى حسب عند السماء جسام
26
إليك ابتعثنا العيس وانتعلت بنا
فيافي ترمي بينها بسهام
27
قلاصا رحلناهن من حيث تلتقي
بوهبين فوضى ربرب ونعام
28
يراعين ثيران الفلاة بأعين
صوافي سواد الماء غير ضخام
29
وآذان خيل في براطيل خشثت
براهن منها في متون عظام
30
إذا ما تجلت ليلة الركب أصبحت
خراطيمها مغمورة بلغام
31
فكم واعست بالركب من متعسف
غليظ وأخفاف المطي دوام
32
صفحه ۱۶
سباريت إلا أن يرى متأمل
قنازع إسنام بها وثغام
33
ومن رملة عذرآء من كل مطلع
فيمرقن من هاري التراب ركام
34
وكم نفرت من رامح متوضح
هجان القرى ذي سفعة وخدام
35
لياح السبيب أنجل العين آلف
لما بين غصن معبل وهيام
36
ومن حنش ذعف اللعاب كأنه
على الشرك العادي نضو عصام
37
بأغبر مهزول الأفاعي مجنة
سخاوية منسوجة بقتام
38
وكم خلفت أعناقها من نحيزة
وأرعن من قود الجبال خشام
39
يشبهه الراؤون والآل عاصب
على نصفه من موجه بحزام
40
سماوة جون ذي سنامين معرض
سما رأسه عن مرتع بحجام
41
إليك ومن فيف كأن دويه
غناء النصارى أو حنين هيام
42
صفحه ۱۷
وكم عسفت من منهل متخطإ
أفل وأقوى بالجمام طوام
43
إذا ما وردنا لم نصادف بجوفه
سوى واردات من قطا وحمام
44
كأن صياح الكدر ينظرن عقبنا
تراطن أنباط عليه قيام
45
إذا ساقيانا أفرغا في إزائه
على قلص بالمقفرات حيام
46
تداعين باسم الشيب في متثلم
جوانبه من بصرة وسلام
47
زهاليل أشباه كأن هويها
إذا نحن أدلجنا هوي جهام
48
كأن على أولاد أحقب لاحها
ورمي السفى أنفاسها بسهام
49
جنوب ذوت عنها التناهي وأنزلت
بها يوم ذبات السبيب صيام
50
كأن شخوص الخيل هامن مكانها
على جمد رهبى أو شخوص خيام
51
يقلبن من شعرآء صيف كأنها
موارق للدغ انخزام مرام
52
صفحه ۱۸
نسورا كنقش العاج بين دوابر
مخيسة أرساغها وحوام
53
فلما ادرعن الليل أو كن منصفا
لما بين ضوء فاسح وظلام
54
توخى بها العينين عيني غمازة
أقب رباع أو قويرح عام
55
طوي البطن زمام كأن سحيله
عليهن إذ ولى هديل غلام
56
صفحه ۱۹
يشج بهن الصلب شجا كأنما
يحرقن في قيعانه بضرام
البحر : طويل 1
خليلي عوجا عوجة ناقتيكما
على طلل بين القرينة والحبل
2
لمي ترامت بالحصى فوق متنه
مراويد يستحصدن باقية البقل
3
إذا هيج الهيف الربيع تناوحت
بها الهوج تحنان المولهة العجل
4
بجر عآئها من سامر الحي ملعب
وآري أفراس كجرثومة النمل
5
كأن لم يكنها الحي إذ أنت مرة
بها ميت الأهواء مجتمع الشمل
6
بكيت على مي بها إذ عرفتها
وهجت البكا حتى بكى القوم من أجلي
7
فظلوا ومنهم دمعه غالب له
وآخر يثني عبرة العين بالهمل
8
وهل هملان العين راجع ما مضى
من الوجد أو مدنيك يا مي من أهلي
9
أقول وقد طال التداني ولبست
أمور بنا أسباب شغل إلى شغل
10
ألا لا أبالي الموت إن كان قبله
لقآء بمي وارتجاع من الوصل
11
صفحه ۲۰