والجمال العريان يطغي المحبين ... ويهوى الجنون والطغيانا
***
ما ترى يا " أبا نواس " ؟ ترى ... الأكواب ملأى وتحتسي الحرمانا
تتشهى مدامة ... لم تجدها ... فتغني خيالها الفتانا
لو وجدت الرحيق ما ذبت شجوا ... وتحرقت في المنى أشجانا
شاعر الحب يهجره المح ... بوب يفتن في الحنين افتنانا
عشت تبكي على المدام وتذرو ... في هوى الكأس دمعك الهتنا
وتنادي الهناء في كل وهم ... وتهني البساط والصولجانا
***
بدعة الذل أن تحن وتبكي ... وتغني " الرشيد " و" والخيزرانا "
ملك يرضع الدنان كما يهوى ... وأنت الذي تغني الدنانا
و" الأمين " النديم يمنعك الخمر ... ويحسو وتنحني ظمآنا
وهو في القصر يحتسي عرق الشعب ... ويروي القيان والغلمانا
يملأ من دموع اليتامى ... ويغني على نشيج الحزانى
ويرى أنه أمين على الدين ... وإن ضيع الرشاد وخانا
كيف دين الإله ظلوم ... يتحدى الإله والإنسانا ؟
يدعي عصمة الملائكة الطهر ... ويأتي ما يخجل الشيطانا
***
هكذا يا " أبا نواس " تلوى ... حولك الشعب في الجراح وهانا
كيف مرغت وجهك الحر في الذل ... وأسلست للطغاة العنانا ؟
وتغنيت " للأمين " فأصغى ... وتراخى في غيه وتوانى
وتخيرت " للرشيد " بحورا ... قلدت جيده الغلظ جمانا
وهززت " الخصيب " فاهتز جن ... باه وذوبت مقلتيك فلانا
وتباكيت بين كفيه كالطفل ... فيا للشموخ كيف استكانا ؟ !
***
كيف ألقاك يا أخا الكأس في ... المدح ذليلا ومطرقا خجلانا ؟
تسأل الصمت كيف حلت قوا ... فيك من الذل ولانفاق مكانا ؟
أفترضى للفن أخزى مكان ؟ ... إن للفن حرمة وصيانا
وألاقيك في ترنمك الخمري ... ربيعا مرنما ... جذلانا
تعزف العطر والفتون المندى ... وتهز الشباب والعنفوانا
***
صفحه ۹۰