دیوان عبدالله البردونی

عبد الله بردوني d. 1420 AH
53

دیوان عبدالله البردونی

ديوان عبدالله البردوني

ژانرها

قل لي . أتذكر يا أخي ... من تلك جارتنا الشهية ؟

هي فوق فلسفة التراب ... وغلظة الأرض الدنية

رحمت مجانين الغواية ... فهي مشفقة غوية

بنت الطبيعة فهي ظل الحب ؛ والدنيا الشذية

كانت ربيع الأمنيات ؛ ... وأغنيات الشاعرية

فانصت إلي فلم تزل ... من قصة الماضي بقية

جاءت بها الذكرى ؛ وما الذكرى ؟ خلود الآدمية

حدق ترى ماضيك فيها ، ... فهي صورته الجلية

أواه ! ما أشقى ذكي القلب ؛ في الأرض الغبيه !

***

ما كان أذكى " مرشدا " ... وأبر طلعته الزكيه !

كان ابتسامات الحزين ؛ ... وفرحة النفس الشجية

عيناه من شعل الرشاد ، ... وكله من عبقرية

إن لم يكن في الأنبياء ... فروحه المثلى نبية

قتلته في الوادي اللصوص ؛ فغاب كالشمس البهية

كان ابن عمي يزدريه ؛ ... فلا يضيق من الزريه

ومن ابن عمي ؟ جاهل ... فظ كليل الجاهلية

يرنو إلينا ... مثلما ... يرنو العقور إلى الضحية

نعرى ؛ ويسبح في النقود ؛ ... وفي الثياب القيصرية

ونذوب من حرق الظماء ... وعنده الكأس الرويه

والكأس تبسم في يديه ؛ كابتسامات الصبية

والكرم في بستانه ... يلد العناقيد الجنيه

حتى تزوج أربعا ... أشقته واحدة شقية

فكأن ثروته دخان ... ضاع في غسق العشية

فهوى إلينا والتقينا ؛ ... كالأسارى في البلية

***

وأتى الخريف وكفه ... تومي بأشداق المنية

وتوقع الحي الفنا ... فتغيرت صور القضية

وتحرك الفلك الدؤوب ... فأقبلت دنيا رخية

وتضوع الوادي بانسام الفراديس الندية

قل لي : شقيقي هل ذكر ... ت عهود ماضينا القصية

خذها فديتك قصة ... دفاته النجوى سخية

وإلى التلاقي يا أخي ... في قصة أخرى طرية

والآن أختم الكتا ... ب ختامه أزكى تحية !

نحن والحاكمون

أخي ؛ صحونا كله مآتم ... وإغفاؤنا ألم أبكم

فهل تلد النور أحلامنا ... كما تلد النور الزهرة البرعم ؟

صفحه ۵۴