نسيت مواسمها فأشتت ... قبل أن تلد الكروم
تروي حكايا الثقوب ... فيسعل الجو الكليم
ووراء تلويح الطلاء ... مدينة جرحى تؤوم
تبيض من بعد كما ... يتكلف الضحك اللئيم
وعلى الشوارع تنعس الذكرى ، ويصفر الوجوم
وعلى تجاعيد الرماد ... يهينم الثلج البهيم
وتغور السنة العجوز ... وتبدأ السنة العقيم
حتى تفجر ليلة ... حدث كما قالوا : عظيم
فهوى كما زعموا ((الحرام)) ... وناح ((زمزم)) و((الحطيم))
***
ماذا جرى ؟ من يخلف المرحوم ؟ من أتقى وأخشى ؟
أو تحسب الجو الكفيف
محى الدجى ، أو صار أعشى ؟
ألقته غاشية الى ... أخرى الى أدجى وأغشى
فجنازة ((المنصور)) أمس ... غدت ((ليحي)) اليوم عرشا
فأجال سبحته وزاد ... على امتداد الغش غشا
واذا بعجل ((الترك)) عاد ... على الضحايا العزل وحشا
يردي ويجهر أو يحوك ... مكايدا حمرا ورقشا
وعلاه (جوخ) فاختفت ... أظفاره وأجاد بطشا
وعمامة كبرى تنوج ... رأس طاعون موشى
وتزينه ، للعاثرين ... كما يزين الدفن نعشا
فيشق للشعب القبور ... ويستحيل الشعب رفشا
وضحية تروي هوى ... جلادها وتموت عطشا
ويجود للكف الذي ... يعطيه تمزيقا ونهشا
ويعود يستجدي الرغيف ... ويرهق التفتيش نبشا
ماذا يقول ؟ ايرتجي ؟ ... مولاه ، هل يعطيه قرشا ؟
لا الجوع أنطقه وان ... نم الذبول به وأفشا
أتراه لم يحنل فما ... فيبوح إطراقا ورعشا
ويحس أذرعه وأرجله ... أمام الريح قشا
يهوى وتبلع ما يريد ... ضراعة مسخته كبشا
وجه كأقدم درهم ... لم يبق فيه المسح نقشا
سنوات ((يحي)) تستقي ... دمه ، ويرجوه ويخشى
***
ويدير أسئلة ، ويحذر ... همسه ويعي انكساره
ويهم حقد هوانه ... فتفر من دمه الجساره
ويمد عينيه كما ... ترنوا الى النسور ((فاره))
فتشد نفقته الطبول ... اليه أبهة الحقاره
وغداة يوم أو مضت ... من حيث لا يدري إشاره
فأطل نجم من هناك ... ومن هنا لمعت شراره حتى تنهد ((حزيز)) ... وتناشد الصمت انفجاره
صفحه ۱۵۱