لم يقم مثله لإرشاد خلق
ذلك الحق ليس فيه مراء
مدحتي لسمو الخديوي توفيق باشا
أول مرة خرجت فيها من سورية كانت رحلتي إلى مصر، وكنت في الواحدة والعشرين من العمر، وأقمت بالقاهرة أكثر من شهرين وأنا ملازم أستاذنا الإمام الشيخ محمد عبده، وتلك الحلقة التي كانت تجتمع بالقرب من قصر عابدين في بيت المرحوم سعد أفندي زغلول الذي صار فيما بعد زعيم مصر، ثم برحت مصر قاصدا الآستانة ومررت على الإسكندرية، وذهبت إلى سراي رأس التين حيث أكرمني الجناب الخديوي يومئذ محمد توفيق باشا بمقابلته، وكنت هيأت قصيدة لسموه لكنني لم أقرأها بحضرته، بل سلمتها عند خروجي منها لرجال المعية السنية؛ ففي اليوم التالي نشرتها المعية في جريدة الوقائع المصرية، وكان محرر الوقائع المرحوم الشيخ عبد الكريم سلمان، فكتب فوقها تقريظا جميلا. وليست جريدة الوقائع الآن تحت يدي لأنقل القصيدة برمتها، وإنما أتذكر منها الأبيات التالية:
أقول لنطقي اليوم: إن كنت مسعدي
إذن أرق أسباب السماء بمصعد
وأنظم من القول النفيس فرائدا
تنزل شعرى الأفق في شعر منشد
إذا أنا لم أوف المكارم حقها
من الشكر في سلك القريض المنضد
صفحه نامشخص