وما بعد هذا للمدارك مشهد
فمالي فيما بعد ذلك مصعد ... ... ... ولا موعد من بعد ذلك الزما
هنالك فهم العقل والدرك مندرس
هناك لسان العلم في الشأن قد خرس
هنالك حد السير من يعده افترس
هنالك قد تطوي الصحاف وتنشر الس ... جاف فلا يطوى بحدك فافهما
فما بعد هذا للمدراك غاية
فنقطة هذا الحد فيها نهاية
ولا باب الا أن تكون رعاية
ولا تفتح الابواب الا عناية ... ... ... لمن شاءه ذاك المليك تكرما
تجرد من الدعوى فقد كمل السرى
وراءك لا تقدم فحظك مدبرا
فلست بلاق فوق ذلك مصدرا
فسلم اليه الأمر واطرق المرا ... ... ولا تك في شيء من الأمر مبرما
وقف وقفة المندك مالك حيلة
فحالك في هذا المقام جليلة
ونفسك في عز الجلال وذيلة
وقل بلسان الحال مالي وسيلة ... ... ولا حيلة والهج بقولك ما وما
وعرج على التقديس تستخلصنه
ونفسك نسك لازم فاذبحنه
وشأنك ان أخلصت لا تحقرنه
فان تك لا شيئا هناك فانه ... ... ... رناك لما أدناك إذ لك قد رمى
أرادك حتى قمت فيه مجالدا
يميتك مشهودا ويحيك شاهدا
وإن ساعة أحياك أبقاك بائدا
وإن ساعة أفناك أبقاك خالدا ... ... ... بوصف له باق صفاتك أعدما
تفرد ولا تستثن في سبحاته
ووحد صفات الحق توحيد ذاته
وسافر بعين الحق في حضراته
فان هو جلى فيك بعض صفاته ... ... فما كنت أنت الآن أنت المقدما
تفاوت حسب الفيض ذوق ملوكها
فهم بين مثريها وبين ضريكها
مراتبهم شتى بمرقى سموكها
وفيها مقامات لأهل سلوكها ... ... ... شموسا وأقمارا تنير وأنجما
تفاوت أذواق المحبين رغبة
مراتبهم حسب المقامات رفعة
هيمامى الى "انا فتحنا" ملظة
فمن ذاق منها نغبة مات رغبة ... ... ومن لم يذقها مات بالغم مسقما
وما فاض حسب الفتح من شبه وحيها
وعينه سر الحكيم بطيها
باثباتها ما أثبتت أو بنفيها
معالم تستهدي الحلول بهديها ... ... العلوم بها كان العليم المعلما
أقام لهم فيها حظوظا مقامة
وأنزلهم حسب الحظوظ مقامة
وقلدهم في العالمين امامة
فعرفهم اياه منه كرامة ... ... ... وأشهدهم اياه منه تكرما
توالهم باسم البديع تنزلا وفي حضرة الفتاح للقوم انزلا
صفحه ۳۸