وترقبه العلياء من قبل آدم ... ... ... الى أن بدا كالنور من حضرة القدس
وعمت نفوس الكون منه بشائر ... ... فكانت مقام الحس من عالم الحس
فبشرى سرير الملك أم مليكه ... ... ... تنزل منه منزل الروح في النفس
وقال فيه: ... ...
تيقظ والأيام في غير نعسة ... ... ... فمنه على عين الزمان عيون
ففي كل غور من مشاكل دهره ... ... له مرصد من رأيه وكمين
وفي كل أمر تقتضيه شؤونه ... ... ... ظهور بحسب المقتضى وبطون
نسابق فعل الجد أفعال رأيه ... ... ... فتحكم فيها كان أو سيكون
تراه غضيض الطرف وهو مراقب ... ... ويرجف منه الدهر وهو سكون
له بصر في ملبس الأمر نافذ ... ... ... فيدرك كنه الأمر وهو مصون
وتوحي له الحق المبين اصالة ... ... من الرأي فيها لا يكاد يبين
يوافيه قبل الفكر حكم وحكمة ... ... ... اذا شاجرته في الشؤون شؤون
نكهنت الأفكار في فهم رأيه ... ... ... وأحكامها فيما استكن ظنون
بظاهر بين الحزم والرأي جيشه ... ... يشن له الغارات وهو قطين ...
كأن غمار الدهر من حول حزمه ... ... شكوك تجلى بينهن يقين
... ...
وقال فيه:
تقارنه في كل أمر فضيلة ... ... ... ويلبس في أطواره ما يلائم
تمر القضايا طيبات بحمده ... ... ... فكل مقام أو سلوك مكارم
كأن مياه البدر في ماء وجهه ... ... ... يرقرقها من جوهر البشر ساجم
يحل وفي الآفاق رحلة عزمه ... ... ... فان سار فالأفلاك تلك العزائم
له الحكم بعد الله في أمر دهره ... ... ولكن عليه مكسب الحمد حاكم
وما تكسب الأسباب محمود فعله ... ... ولكن له خلق من الحمد لازم
... ... ...
وقال فيه: ... ... ...
بدع من الأمر اذ حلت جلالته ... ... ... تلك السراية في الأفلاك لم تطر
نعم لها العذر كرسي له قدر ... ... ... لو فارق الأرض لم تثبت على قدر
سراية حسدتها الشمس في شرف ... ... حتى الكواكب حساد لذي خطر
قد حلها العالم الأعلى بأجمعه ... ... ... تجوهرت نفسه في قالب البشر
خليفة من رجال الله تشمله ... ... ... سيما الملائك في أطواره الزهر
محاسن الدهر من احسانه فرط ... ... وما بدا فشعاع الشمس في القمر
أسائل الدهر عن معنى فضائله ... ... فيعرب الدهر معنى غير منحصر لو صور الدهر منطيقا لأعجزه ... ... ما في حقائق معناه من الصور
صفحه ۳۲۵