وقال في رثاء الشيخ الفقيه فقيد الوطنية راشد بن سليم الغيني رحمه الله:
خذوا بجميل الصبر وارضوا وسلموا ... فان فناء العالمين محتم
رضا بقضاء الله ان حياتنا ... ... ... على السخط منا وارضا تتصرم
وان حياة تقتضيها منية ... ... ... ركون اليها غفلة وتوهم
ألهوا ومخبوء المنايا حبائل ... ... ... وأواحنا فيها وقوع وحوم
تناهشنا الآجال لا نرعوي لها ... ... ... وتخبطنا البأساء فيها وننعم
سكونا اليها والمقابر تمتلي ... ... ... وتخلو بيوت الراحلين وتهدم
نمر على الأحداث والقوم في الثرى ... ... همودا فيا أحبابنا كيف أنتمو
وهيهات ما عند القطين ابانة ... ... ... سوى أنهم صاروا عظاما تهشم
ثووا لا يمل الدود طول ثوائهم ... ... وملهم الأهلون ساعة أسلموا
تساوى ملوك الأرض في مضجع البلى ... وغيرهم ما ثم أدنى وأعظم
سيرجع رب التاج في الرمس جيفة ... ... وان عاش كبرا أنفه يتورم
تباذخ مغبوطا على عرش عزه ... ... وعما قليل سوف يعلوه منسم
تطير السوافي الرائحات رفاته ... ... على عرشه منه غبار مقتم
وما امتاز من أضحى رفاتا مفتتا ... ... مليك يحيا أو حمار يكدم
أتختلب الأطماع عقبى كهذه ... ... ... ويا رب سلم بعده الخطب أجسم
يمر بنا ركب ويتلوه غيره ... ... ... ويسبقه ركب في الأرض أقحموا
تنعم في ميراثهم غير كاسب ... ... ... وعما قليل يقعص المتنعم
أينسى بنو الدنيا مصارع أهلها ... ... وفي كل قلب للمنية ميسم
بنون وآباء لدينا أعزة ... ... ... ندسهم في الأرض لا نتخرم
كأنا لهذ الأرض دين ودأبها ... ... ... غريم على كثر الوفا يتظلم
تضلعت الارماس من أكل لحمنا ... ... وما برحت غرثى الى اللحم تقرم
وما هذه الأرواح الا ودائع ... ... ... سيأخذها مستودع ليس يظلم
وقد أنذرتنا صرعة بعد صرعة ... ... وفقد أخير قبله متقدم
تدافعنا الآمال فيها كأننا ... ... ... هباء عليه عاصف الريح يحكم
الا نرعوي والناب يصرف فوقنا ... ... فهذا على خوف وذلك يقصم
كأن المنايا حسبنا من تصرفت ... ... بهم وكأنه الظفر منها مقلم
وليست لعمر الله عند حدودها ... ... ... بتاركه عيشا ولا يتصرم
صفحه ۲۹۲