والجاهلية في غلواء عارضة ... ... من جهلها ومن الأشراك في غمر
فقام مضطلعا ثقل الرسالة مج ... ... دود العزائم فردا خيرة الخير
والوحي يأتي نجوما معجزا قيما ... ... والشرك يكبت والإسلام في ظفر
وكلمة الله تعلو فوق جاحدها ... ... وآية الحجر تمحو آية الحجر
حتى تجلى منار الدين منبلجا ... ... بصادع الذكر والصمصامة الذكر
وآمنت برسول الله طائفة ... ... ... أعطاهم السبق فيه سابق القدر
زكى قلوبهم النور المبين كما ... ... يزكو النبات بما يلقى من المطر
لاقى صدورهم الإيمان فانشرحت ... ... له وقاموا به في عزم منتصر
تأزروا شعب الإيمان وانتبهوا ... ... بين الجهادين منهم أنفس العمر
أحاطهم وأمين الله فانتشئوا ... ... ... بين الأمينين والقرآن في وزر
غذائهم الوحي في مهد الرسالة من ... ... طور إلى آخر كالماء في الشجر
نور بواطنهم نور ظواهرهم ... ... نور خلائقهم في الفعل والخبر
تضائق الملأ الأعلى مكانتهم ... ... في فطرة الله لا في فطرة البشر
كم جاء جبريل في أحزابه مددا ... ... من السماء على المعتاقة الضمر
خير القرون قرين المصطفى وكذا ... ... حكم القرينين لا ينفك من أثر
فمات عنهم رسول الله عدتهم ... ... كالأنبياء عدول الحكم والسير
وكلهم أولياء غير مقترف ... ... ... كبيرة لم يتب منها فمنه بري
ومن مصوب ذي بطل لدى فتن ... ... لا واقف جاهلا من بالصواب حري
وعالم الحق في حزن توقف عن ... ... علم فذاك وقوف غير مغتفر
تشهيا أو رجوعا عن بصيرته ... ... فالحكم يبرأ من هذا بلا حذر
وهم وإن شرفوا من أجل صحبته ... ... فحكم تكليفهم كالحلم في البشر
ومدحه لهم فرع استقامتهم ... ... ... في طاعة الله لا مدحا على الغير
وللموفين في الإيمان متجه ... ... ... ما جاء من مدحهم في محكم السور
وفي البراءة من أبقى ولاية ذي ... ... بطل المحض عموم المدح في الزبر
والحب والبغض فرضان استحقهما ... ... خصمان في الله من بر ومن فجر
والأمر يبنى على الأعمال كيف جرت ... والمدح والذم بحتا غير معتبر
صفحه ۲۶