هم وسعوا الكون حلوما وهدى ... ... وصلائلا ونائلا ومجتدى
هم أمجدوا وانجدوا وأوجدوا ... ... ... وأفقدوا وطولوا الباع الوزى
هم جردوا وشردوا وطردوا ... ... ... وأوعدوا وأوردوا بحر الجدى
هم لكبات الخميس حدها ... ... ... وجدها وشدها والمحتمى
هم اذا الخيل ارتجحن بحرها ... ... ... في مأزق الروع تراموا للردى
أولئك القوم وصيت فخرهم ... ... ... ان كان في أسماعكم ذاك الوحا
أسلافنا ومالنا من مجدهم ... ... ... الاحديث بعدهم لا يفترى ...
لم التحجي بعدهم في شرف ... ... ... عند رفات القوم في الأرض حجا
نرفع منا أنفسنا وننتخي ... ... ... كأنها من كسبنا تلك النخا
نصحبهن أنفسنا مثقلة ... ... ... بطيئة تحمل أوقار الونى
تعزف عن مضوفة إذا عنت ... ... ... مجفلة عن المضاف ان دعا
الا نفوس عزم عارفة ... ... ... لهن جأش ان طمى الهول رسا
الاشدا في أنفس أبية ... ... ... يصبرها على مقاساة الشدا
تشفع احسابا زكت بمثلها ... ... ... لها بها أصله الأصل أسى
هلم فلنحذو حذو سعيهم ... ... ... فليس للانسان الا ما سعى
ليسوا رجالا لا نطيق فعلهم ... ... ... لكنهم جدوا وقصرنا الخطى
تناولت أكفنا سيوفهم ... ... ... يا أسفا وعجزت عن السطى
ما انطمست من دوننا سبيلهم ... ... ... قد نصبوا الأعلام فيها والصوى
ما كابدتنا خطة عن شأنهم ... ... ... أفظع مما كابدوه فانفأى
هم غربوا وشرقوا وأيمنوا ... ... ... وأشاموا ومهدوا لنا الذرى
وهم سروا بجدهم وجهدهم ... ... ... فحمدوا صباحهم غب السرى
همو أقاموا سننا شامخة ... ... ... تمثل الشهب ارتفاعا وسنا
هم أقدموا ارتجرد السراحيب لها ... ... تعطش الصادى الى نار الوغى
تزفي الخميس جحفلا فجحفلا ... ... ... مثل الدبور انجلفت عنها الطخى
ياهي مالي وعشيري ارملوا ... ... ... معاقل العز وايتموا العلى
أين رجال الله أين غارهم ... ... ... قد هدم الحوض ودمت الركى
أين الذين استخلصت شيمتهم ... ... ... كانها الدر اليتيم المنتقى
أين الذين محصت سيرتهم ... ... ... مكدرات دهرهم حتى صفا
أين الذين عرجوا الى السما ... ... ... أعني سماء العلم والدين الهدى
أين شموس الأرض أنى أفلت ... ... ... وأبقت الناس على مثل الدجى أين الخيار العائذ الكون بهم ... ... ... وصفوة الصفوة من هذا الورى
صفحه ۲۴۲