93

من خمرة تذر الكبير إذا انتشى

بعد اشتعال الشيب وهو غلام

لعب الزمان بها ، فغادر جسمها

شبحا تهافت دونه الأوهام

حمراء ، دار بها الحباب ؛ فصورت

فلكا تحف سماءه الأجرام

لا تستقيم العين في لمعانها

وتزول عند لقائها الأقدام

تعشو الركاب ، فإن تبلج كأسها

ساروا ، وإن زال الضياء أقاموا

حبست بأكلف ، لم يصل لفنائه

نور ، ولم يسرح عليه ظلام

حتى إذا اصطفقت ، وطار فدامها

وثبت ، فلم تثبت لها الأجسام

وقدت حميتها ، فلولا مزجها

بالماء بعد الماء ، شب ضرام

تسم العيون بنورها ، لكنها

برد على شرابها وسلام

فاصقل بها صدأ الهموم ، ولا تكن

غرا تطيش بلبه الالام

صفحه ۹۳