البحر : - ( لمن قبة حمراء مد نضارها
تطابق منها أرضها وسماؤها
وما أرضها إلا خزائن رحمة
وما قد سما من فوق ذاك غطاؤها
وقد شبه الرحمن خلقتنا به
وحسبك فخرا بان منه اعتلاؤها
ومعروشة الأرجاء مفروشة بها
صنوف من النعماء منها وطاؤها
ترى الطير في أجوافها قد تصففت
على نعم عند الإله كفاؤها
ونسبتها صنهاجة غير أنها
تقصر عما قد حوى خلفاؤها
حبتني بها دون العبيد خلافة
على الله في يوم الجزاء جزاؤها
صفحه ۱
البحر : -
أمدامع منهلة أم لؤلؤ
لما استهل العارض المتلألئ
صفحه ۲
البحر : -
زار الخيال بأيمن الزوراء
فجلا سناه غياهب الظلماء
وسرى مع النسمات يسحب ذيله
فأتت تنم بعنبر وكباء
هذا وما شيء ألذ من المنى
إلا زيارته مع الإغفاء
بتنا خيالين التحفنا بالضنى
والسقم ما نخشى من الرقباء
حتى أفاق الصبح من غمراته
وتجاذبت أيدي النسيم ردائي
يا سائلي عن سر من أحببته
السر عندي ميت الإحياء
تالله لا أشكو الصبابة والهوى
لسوى الأحبة إذ أموت بدائي
يا زين قلبي لست أبرح عانيا
أرضى بسقمي في الهوى وعنائي
أبكي وما غير النجيع مدامع
أذكي ولا ضرم سوى أحشائي
با لله يا نفس الحمى رفقا بمن
أغريته بتنفس الصعداء
صفحه ۳
عجبا له يندى على كبدي وقد
أذكى بقلبي جمرة البرحاء
يا ساكني البطحاء أي إبانة
لي عندكم يا ساكني البطحاء
أترى النوى يوما تخيب قداحها
ويفوز قدحي منكم بلقاء
في حيكم قمر فؤادي افقه
تفديه نفسي من قريب نائي
لم تنسني الأيام يوم وداعه
والركب قد أوفى على الزوراء
ابكي ويبسم والمحاسن تجتلى
فعلقت بين تبسم وبكاء
يا نظرة جاذبتها أيدي النوى
حتى استهلت أدمعي بدماء
من لي بثانية تنادي بالأسى
قدك اتئد أسرفت في الغلواء
ولرب ليل بالوصال قطعته
أجلو دجاه بأوجه الندماء
أنسيت فيه القلب عادة حلمه
وحثثت فيه أكؤس السراء
صفحه ۴
وجريت في طلق التصابي جامحا
لا أنثني لمقادة النصحاء
أطوي شبابي للمشيب مراحلا
برواحل الإصباح والإمساء
يا ليت شعري هل أرى أطوي إلى
قبر الرسول صحائف البيداء
فتطيب في تلك الربوع مدائحي
ويطول في ذاك المقام ثوائي
حيث النبوة نورها متألق
كالشمس تزهى في سنا وسناء
حيث الرسالة في ثنية قدسها
رفعت لهدي الخلق خير لواء
حيث الضريح ضريح أكرم مرسل
فخر الوجود وشافع الشفعاء
المصطفى والمرتضى والمجتبى
والمنتقى من عنصر العلياء
خير البرية مجتباها ذخرها
ظل الإله الوارف الأفياء
تاج الرسالة ختمها وقوامها
وعمادها السامي على النظراء
صفحه ۵
لولاه للأفلاك ما لاحت بها
شهب تنير دياجي الظلماء
ذو المعجزات الغر والآي الألى
أكبرن عن عد وعن إحصاء
وكفاك رد الشمس بعد مغيبها
وكفاك ما قد جاء في الإسراء
والبدر شق له وكم من آية
كأنامل جاءت بنبع الماء
وبليلة الميلا كم من رحمة
نشر الإله بها ومن نعماء
قد بشر الرسل الكرام ببعثه
وتقدم الكهان بالانباء
أكرم بها بشرى على قدم سرت
في الكون كالأرواح في الأعضاء
أمسى بها الإسلام يشرق نوره
والكفر اصبح فاحم الارجاء
هو آية الله التي أنوارها
تجلو ظلام الشك أي جلاء
والشمس لا تخفى مزية فضلها
إلا على ذي المقلة العمياء
صفحه ۶
يا مصطفى والكون لم تعلق به من بعد أيدي الخلق والإنشاء
. . .
يا مظهر الحق الجلي ومطلع النور
السني الساطع الأضواء
يا ملجأ الخلق المشفع فيهم
يا رحمة الأموات والأحياء
يا آسي المرضى ومنتجع الرضى
ومواسي الأيتام والضعفاء
أشكو اليك وأنت خير مؤمل
داء الذنوب وفي يديك دوائي
إني مددت يدي إليك تضرعا
حاشا وكلا أن يخيب رجائي
إن كنت لم أخلص إليك فإنما
خلصت إليك محبتي وندائي
وبسعد مولاي الإمام محمد
تعد الأماني أن يتاح لقائي
ظل الإله على البلاد وأهلها
فخر الملوك السادة الخلفاء
غوث العباد وليث مشتجر القنا
يوم الطعان وفارج الغماء
صفحه ۷
كالدهر في سطواته وسماحه
تجري صباه بزعزع ورخاء
رقت سجاياه وراقت مجتلى
كالنهر وسط الروضة الغناء
كالزهر في إيراقه والبدر في
إشراقه والزهر في لألاء
يا ابن الألى إجمالهم وجمالهم
فلق الصباح وواكف الأنواء
أنصار دين الله حزب رسوله
والسابقون بحلبة العلياء
يا ابن الخلائف من بني نصر ومن
حاطوا ذمار الملة السمحاء
من كل من تقف الملوك ببابه
يستمطرون سحائب النعماء
قوم إذا قادوا الجيوش إلى الوغى
فالرعب رائدهم إلى الأعداء
تنتابها طير الرجال فتجتني
حرم العفاة ومصر الأعداء
لله منه قبة مرفوعة
دون السماء تفوت لحظ الرائي
صفحه ۸
راقت بدائع وشيها فكأنها
وشي الربيع بمسقط الأنداء
عظمت ميلاد النبي محمد
وشفعته بالليلة الغراء
أحييت ليلك ساهرا فافدتنا
قوت القلوب بذلك الإحياء
يا أيها الملك الهمام المجتبى
فاتت علاك مدارك العقلاء
من لي بأن أحصي مناقبك التي
ضاقت بهن مذاهب الفصحاء
وإليك مني روضة مطلولة
أرجت أزاهرها بطيب ثناء
فافسح لها أكناف صفحك إنها
بكر أتت تمشي على استحياء
صفحه ۹
البحر : -
يا من تمد له الملوك أكفها
تدعو الإله له بطول بقاء
اضحى ولي العهد نجلك صائدا
شأن الملوك العلية العظماء
ورمى البزاة على القناة يصيده
صيد الخليفة شارد الأعداء
من كل خافقة الجناح إذا مشت
تبدي اختيال الغادة العذراء
أهدت لنا سبج العيون وطوقت
أرجاءها بعقيقة حمراء
واستاقت الياقوت في منقارها
ومشت على المرجان في استحياء
ووشت يد الأقدار في أعطافها
وشيا زرى بالحلة السيراء
ملك الطيور أتى إلى ملك الورى
فاستاقها لمؤمل الخلفاء
وقضى سماحك أن تجود ببعضها
للعبد تعليه على الجوزاء
لله هل شرف يضاهي ذا الذي
أوليته من منة غراء
صفحه ۱۰
هيهات أين جزاؤها من شكره
يجزيك عنا الله خير جزاء
أولست قد أوليت كل خليفة
شرقا وغربا أصوب الآراء
فلصاحب الصفراء فخر خالد
يحظى به من صاحب الحمراء
بيضا وسمرا قد شرعت لنصره
وأعنت بالبيضاء والصفراء
لا زلت شمس خلافة أبناؤه
مثل البدور بمرقب العلياء
صفحه ۱۱
البحر : -
يا أيها المولى الذي أيامه
تهمي بسحب الجود من آلائه
أبشر لجيشك بالسعادة كلها
يغزو ونصر الله تحت لوائه
صفحه ۱۲
البحر : -
للغني بالله ملك
برده بالعز مذهب
دام في رفعة شان
ما جلا الإصباح غيهب
صفحه ۱۳
البحر : -
وحقك ما استطعمت بعدك غمضة
من النوم حتى آذن النجم بالغروب
وعارضت مسرى الريح قلت لعلها
تنم بريا منك عاطرة الهبوب
إلى أن بدا وجه الصباح كأنه
محياك إذ يجلو بغرته الخطوب
فقلت لقلبي استشعر الأنس وابتهج
فإن تبعد الأجسام لم تبعد القلوب
وسر في ضمان الله حيث توجهت
ركابك لا تخش الحوادث أن تنوب
صفحه ۱۴
البحر : -
لقد علم الله أني امرؤ
أجرر ذيل العفاف القشيب
فكم غمض الدهر أجفانه
وفازت قداحي بوصل الحبيب
وقيل رقيبك في غفلة
فقلت أخاف الإله الرقيب
صفحه ۱۵
البحر : -
حيث صباحا فأحيت ساكني القصبة
واسترجعت أنفسا بالشوق مغتصبة
قضى البيان لها أن لا نظير لها
فأحرزت من معاني فضله قصبه
ناجت طليح سرى لا يستفيق لها
هدت جوارحه واستوهنت عصبة
فحركته على فتك الكلال به
وأذهبت بسرور الملتقى نصبه
واذكرت عهد مهديها على شحط
فعاود القلب من تذكاره وصبه
ما كنت أسمح من دهري بجوهره
لو كان يسمح لي بالقلب من غصبه
سل أدمع الصب من أعدى السحاب بها ووقلبه بجمار الشوق من حصبه
. . .
فالله يحفظ مهديها ويشكره
فوجهها بعصاب الحسن قد عصبه
من كان وارث آداب يشعشعها
بالفرض إني في إرثي لها عصبة
هو الملاد ملاذ الناس قاطبة
سبحان من لغياث الخلق قصد نصبه
صفحه ۱۶
البحر : -
ظلالكم تندو وموردكم عذب
وترضون أن أضحى وبالملح لي شرب
وأنتم وما أنتم غمائم رحمة
تصوب وأحلام العفاة لها تصبو
أفيضوا علينا وانظرونا بفضلكم
لنقبس نورا لا يخيب ولا يخبو
ألفت الهوى حتى أنست بجوره
فكل عذاب نالني في الهوى عذب
وقلت لجسمي إنه ثوبك الضنى
وقلت لقلبي إنه إلفك الحب
وقالوا صبا والشيب لاح صباحه
فقلت ببيض كالصباح أناصب
نهبت عذارى الحي ليلة عرضها
وقد جليت منها لمبصرها شهب
ولم أر منها غير رجع حديثها
فتجهل منها العين ما يعرف القلب
عراب إذا استنت بشأو بلاغة
تقصر من دون اللحاق لها العرب
وإن أسندت ما بين نجد وحاجر
تقول رواة الشرق يا حبذا الغرب
صفحه ۱۷
فمنعة صدق للخلافة قد ضفت
على من حواه من مهابته حجب
وجو صقيل قد جلته يد الصبا
يسافر طرف الطرف فيه فما يكبو
فلولا التي من دونها طاعة الهوى
لحفت بها حولي الاباريق والشرب
ولكن نهاني الشيب أن أقرب الهوى
إذا لم يتح ممن احب لي القرب
فلا تمطلوا دين المعلل عن غنى
فجانبكم سهل ومنزلكم رحب
وإن لم تروني كفأهن ترفعا
وصدكم من دون خطبتها خطب
فمولاي قد أهدى العميد عقيلة
يكللها من لفظها اللؤلؤ الرطب
أدارت كؤوسا من مدام صبابة
كما امتزج الصهباء والبارد العذب
فوالله لولا موعد يومه غد
لواجهكم مني على مطلبي العتب
أكتاب مولانا الخليفة أحمد
وحسبكم الفخر العميم به حسب
صفحه ۱۸
به اعتزت الآداب وامتد باعها
وطالت يداها واستحق بها العجب
فلو لو يكن بالفضل تنفق سوقها
لكان يقال التبر في أرضه ترب
بقيتم به في ظل جاه وغبطة
تخب إلى لقيا نجيبكم النجب
صفحه ۱۹
البحر : -
وابن نصر له محيا كصبح
إن تجلى جلا لنا كل كرب
ذو حسام كأنه لمع برق
في بنان كأنها غيث سحب
صفحه ۲۰