البحر : طويل
وغانية لما رأتني أعولت
وقالت عجيب يا زهير عجيب
رأت شعرات لحن بيضا بمفرقي
وغصني من ماء الشباب رطيب
لقد أنكرت مني مشيبا على صبا
وقالت مشيب ؟ قلت ذاك مشيب
وما شبت إلا من وقائع هجرها
على أن عهدي بالصبا لقريب
عرفت الهوى من قبل أن يعرف الهوى
وما زال لي في الغيب منه نصيب
ولم أر قلبا مثل قلبي معذبا
له كل يوم لوعة ووجيب
وكنت قد استهونت في الحب نظرة
وقد صار منها في الفؤاد لهيب
تركت عذولي ما أراد بقوله
يسفه يزري يستخف يعيب
فما رابه إلا دماثة منطقي
وأني مزاح اللسان لعوب
أروح ولي في نشوة الحب هزة
ولست أبالي أن يقال طروب
صفحه ۲۹