البحر : كامل تام
خاضوا عليك حشا الخليج ضنانة
بك أن تضيع الدرة البيضاء
وتبادروا بك للضريح صيانة
أن تكثر العقيانة الحمراء
عجبا لشخصك كيف أعيا كنهه
حتى تجاذبك الثرى والماء
صفحه ۱
البحر : كامل تام
ومهدل الشطين تحسب أنه
متسيل من درة لصفائه
فاءت عليه مع الهجيرة سرحة
صدئت لفيئتها صفيحة مائه
فتراه أزرق في غلالة سمرة
كالدارع استلقى بظل لوائه
صفحه ۲
البحر : كامل تام
ومهفهف كالغصن إلا أنه
سلب التثني النوم عن أثنائه
أضحى ينام وقد تحبب خده
عرقا ، فقلت : الورد رش بمائه
صفحه ۳
البحر : طويل
خليلي ما أدري إذا اختل شملنا
وألقت بنا الدنيا لأيدي النوى نهبا
أطي كتاب نودع الود بيننا
على البعد ، أم صدر النسيم إذا هبا
ولي عند شرقي الرياح لبانة
يقر بعين الغرب أن ترد الغربا
أداء سلام عاطر وتحية
إذ نسبت للمسك تاه بها عجبا
يحيى بها عني ابن وهب مصافحا
كما صافحت ريح الصبا غصنا رطبا
فتى أريحي الطبع مهما بلوته
بلوت الكريم الحر والسيد الندبا
أبى الله إلا أن أرى الدهر شاكرا
له شكر صادي الروض دمع الحيا السكبا
يدا أيدتني منه بالملك الذي
تملك في الدنيا قلوب الورى حبا
مطاع كأن الله أعطاه وحده
من الأمر مالم يعطه السبعة الشهبا
صفحه ۴
البحر : بسيط تام
يا عمرو أين عمير من كدى يمن
لقد هوت بك يا عمرو الرياح وبي
طول ارتحال وأحظ غير طائلة
وغيبة ناهزت عشرا من الحقب
عاد الحديث إلى ما جر أطيبه
والشيء يبعث ذكر الشيء عن سبب
إيه عن الكدية البيضاء إن لها
هوى بقلب أخيك الواله الوصب
راوح بنا السهل من أكنافها وأرح
ركابنا ليلها هذا من التعب
وانضح جوانبها من مقليتك وسل
عن الكثيب الكريم العهد في الكثب
وقل لسرحته يا سرحة كرمت
على أبي عامر : عزي على السحب
يا عذبة الماء والظل أنعمي طفلا
حييت ممسية ميادة القضب
ماذا على ظلك الألمى وقد قلصت
أفياؤه لو ضفا شيئا لمغترب
أهكذا ينقضي نفسي لديك ظما
الله في رمق من جارك الجنب
صفحه ۵
لولاك يا سرح لم نبق الفلا عطلا
من السرى ، والدجى خفاقة الطنب
ولم نبت نتقاضى من مدامعنا
دينا لتربك من رقراقها السرب
أخا إذا ما تصدى من هوى طلل
عجنا عليه فحييناه من كثب
مستعطفين سخيات الشؤون له
حتى تحاك عليه نمرق العشب
سلي خميلتك الريا لأية ما
كانت ترف بها ريحانة الأدب
عن فتية نزلوا عليا سرارتها
عفت محاسنهم إلا من الكتب
محافظين على العليا وربتما
هزوا السجايا قليلا بابنة العنب
حتى إذا ما قضوا من كأسها وطرا
وضاحكوها إلى حد من الطرب
راحوا رواحا وقد زيدت عمائمهم
حلما ودارت على أبهى من الشهب
لايظهر السكر حالا من ذوائبهم
إلا التفاف الصبا في ألسن العذب
صفحه ۶
المنزلين القوافي من معاقلها
والخاضدين لديها شوكة العرب
غادوا بجلبتهم مكناسة فغدت
بغر تلك الحلى معسولة الحلب
ولا كمكناسة الزيتون من وطن
أحسن بمنظرها المربي على العجب
لو شئت قمت معي يا صاح ملتفتا
إلى سويقة من غربيها الخرب
هل الرياح مع الآصال ماسحة
معاطف الهدف الممطور ذي وهل
بغر الليالي من معرجة
على المسيلة من ليلاتها النخب
وهل صبيحات أيام سلفن بها
يبدو مساها ولو لمحا لمرتقب
من المقاري التي سالت لمبصرها
من فضة وعشاياهن من ذهب
بيض مولعة الأسداف عاطرة
أشهى من اللعس المنضوخ بالشنب
يا صاحبي ويد الأيام مثبتة
في كل صالحة سهما من النوب
صفحه ۷
غض عبرتيك ولا تجزع لفادحة
تعرو فكل سبيل من سبيل أب
صفحه ۸
البحر : طويل
أتتني من تلك السجايا بنفحة
هززت لها في الحي عطفي من عجبي
وما ذاك إلا أن عرف تحية
نفضت بها مسكا على الشرق والغرب
تصدى بها الركب المغرب غدوة
فقلت : أمن دارين مدلج الركب
سينشق عن نور الوداد بها فمي
فقد أنبتت ما أنبتت لك في قلبي
وإني وإن كنت الخلي لشيق
إليك على بعد المنازل والقرب
خلا أن حالا لو قضت بتفرغي
إلى لازم من حج منزلك الرحب
لقمت له مابين أعلام رية
وبين حمى وادي الأشاء من الترب
وبعد ، فلا يعطش ابا الحسن الحيا
بلادك والتفت عليك حلى الخصب
صفحه ۹
البحر : طويل
حيا وحياة سرمد وتحية
على العلق المطلول من كثب الشعب
تساقط مرفض الرشاشة فاغتدت
به ساحة الدنيا مضمخة الترب
ومن أسف الدنيا بكائي ليوسف
وما لثراه في دموعي من شرب
صفحه ۱۰
البحر : وافر تام
رمي الموت إن السهم صابا
ومن يدمن على رمي أصابا
وكنت العيش متصلا ولكن
تصرم حين لذ وحين طابا
وشيبني انتظاري كل يوم
لعهدك كرة والدهر يابى
إلام أشب من نيران قلبي
عليك لكل قافية شهابا
وقد ودعت قبلك كل سفر
ولكن غاب حينا ثم آبا
وأهيج ما أكون لك ادكارا
إذا ما النجم صوب ثم غابا
أرى فقد الحبيب من المنايا
إلى يأس كمن فقد الشبابا
وما معنى الحياة بلا شباب
سواء مات في المعنى وشابا
وليل أسى كصبح الشيب قبحا
أكابده سهادا وانتحابا
تزيد به جوانحي اتقادا
إذا زادت مدامعي انسكابا
صفحه ۱۱
وشر مكابدات القلب حال
يريك الضد بينهما انتسابا
لعلك والعلوم مغنيات
نسيت هناك بالغنم الإيابا
أيا عبد الإله نداء يأس
وهل أرجو لدى رمس جوابا
أصخ لي كيف شئت فإن أنسا
لنفسي أن تبلغك الخطابا
يسوء العين أن يعتن ردم
من الغبراء بينكما حجابا
وأن تحتلها غبراء ضنكا
كما يستودع السيف القرابا
مجاور جلة ضربت شعوب
بعالية البقيع لهم قبابا
وكم فوق الثرى من روض حسن
جرى نفس الأسى فيه فذابا
فقد نشر الخدود على التراقي
وشاب بقلبي الدمع الرضابا
سقاك ولا أخص رباب مزن
لعل ثراك قد سئم الربابا
صفحه ۱۲
ولكن ما يسوغ على التكافي
لقبرك أن يكون له شرابا
فاني ربما استسقيت يوما
لك الجونين : جفني والسحابا
فتخجل من ملوحتها دموعي
إذا ذكرت شمائلك العذابا
تكاد على التتابع وهي حمر
تحير في محاجري آرتيابا
فليت أحم مسك عاد غيما
فحام على ضريحك ثم صابا
وزاحم في ثراك الدمع حتى
يشق إلى مفارقك الترابا
صفحه ۱۳
البحر : متقارب تام
وروض جلا صدأ العين به
نسيم تجارى على مشربه
صنوبرة ركبت ساقها
عليه فخاضت حشا مذنبه
فشبهتها وأنابيبها
بها الماء قد جد في مسكبه
بأرقم كعك من شخصه
وأفرخه يتعلقن به
صفحه ۱۴
البحر : طويل
تعلم نجارا فقلت لعله
تعلمها من نجر مقلته القلبا
شقاوة أعواد تصدى لجهدها
فآونة قطعا وآونة ضربا
غدت خشبا تجني ثمار جناية
بما استرقته من معاطفه قضبا
صفحه ۱۵
البحر : -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وسماء مجد زيد فيها كوكب
ولدت بمولده المكارم والندى
وتأهب النادي له والموكب
بشراك بالطفل الذي هو عندنا
شبل وفي المعنى هزبر أغلب
فاهنأ به من طالع ذي أسعد
يزهى بغرته الزمان ويعجب
يحلو على طرف اللسان كأنما
عسل وماء لفظها المستعذب
بلغت بك الأيام قاصية المنى
مما تحاوله الكرام وتطلب
صفحه ۱۶
البحر : طويل
يقولون لي يوما وقد مر ضاربا
بمعوله ضرب المرجم بالغيب
تعلم صفارا فقلت : استعارها
غداة رنا من صبغة العاشق الصب
يعود النحاس الأحمر التبر عسجدا
بكفيه عند السبك والمد والضرب
فحمرته مشتقة من حيائه
وصفرته مما يخاف من العتب
صفحه ۱۷
البحر : مخلع البسيط
غار بي الغرب إذ رآني
مجتمع الشمل بالحبيب
فأرسل الماء عن فراق
وأرسل الريح عن رقيب
صفحه ۱۸
البحر : وافر تام
أقول لطيفه وقد التقينا
على سنة تعرضت احتثاثا
قطعت الليل من قبر لقلب
فكيف صدعتها ظلما ثلاثا
صفحه ۱۹
البحر : بسيط تام
في ليلة سدكت بالأرض فحمتها
والجو أزرق وقاد المصابيح
ودعته وكلانا واضع يده
على حشا بسموم الشوق ملفوح
ماطبت بالعيش نفسا بعد فرقتها
والعيش مابين مذموم وممدوح
صفحه ۲۰