============================================================
الأيد ومؤامرة اليساسيرى وضرب خيلنا مصافه فرأيت العسكر تلاحق ميمنة نحو الجبل وميسرة طرف الفرات، وممعت الابواق تخرق الحجب بالاصوات ورأيت اقطار الهواء كآنها صيغت حمراء وصفراء من اصباغ الايات ودخلنا الرحبة دخولا عليه من آثار السعادة وسم ، وتجاوزناها إلى شاطىء القرات فصبنا الخيام ووسطت جمعا جمع كل قاطع زقاق وكل جلان من الناس ودقاق تراموا لى تلك البقعة من كل آقاق تركى وكردى وعجمى على اختلاف الجنس وعربى من كل طامع ذى ناب من الطمع حديد (1)) .
اخذ المؤيد بعد ذلك العهود والمواثيق على أمراء المرب والأكراد وخلع عليهم الخلع القاطمية النفيسة التى لم يشاهدوا لها مثيلا، ووهب كل فريق نصيبه من لاموال فكان عضهم ياخذ نصيبه شاكرا وبعضهم كان يستقل القدر ويرده، وتذمر أكثر الجند دثاروا م طالبين بزيادة العطاء وانتشر دعاة السوء بينهم فحاول المؤيد ان يرضيهم بالحسنى فلم يوفق واخيرا اضطر إلى أن يجمعهم وإلى أن يخاطبهم بشىء من العنف والتأنيب وأن يسامحه الين التى أقسموها بين يديه ليكون طوق مننة الخليفة الفاطمى فى رقابهم (2) وامتنع عن حليفهم فعاد الجميع يتضرعون إلى المؤيد أن ييجدد عليهم المهد واعتذروا إليه وبعد أيام دعا ابا الحارث وخلع عليه وقرأ عهده على الناس .
م سمع المؤيد آن نور الدين دييس بن مزيد الاسدى (3) قد اتفق وقريش بن بدران العقيلى (4) على الخضوع لطغرلبك طمعا فى أن يحنى بلديهما من نهب جنوده ، ولكن طغرلبك ابى آن يقبل منهما هذا الخضوع إلا بعد أن يدفع كل منهما ولدا رهينة (5) عند مز ذلك على دبيس بن مزيد فاتتهز المؤيد هذه الفرصة وكاتب ابن مزيد يحثه على اللحاق به اسرع ابن مزيد إلى المؤيد ، ولكنه علم بأمر الخحلع والالقاب التى شرف بها البساسيرى فجرى الحسد فى عروقه وأخذ يعملى على المؤيد شروط تضامنه معه فقبلها المؤيد كلها ، ثم أخذ ابن زيد بعد ذلك فى مساومة المؤيد وآوعز إلى العلماء الذين أتوا معه آن يناظروا المؤيد في بعض المسائل المذهبية ثم سألوا المؤيد عما يكون عليه أمرهم إذاتم له ملك بغداد إلى غير ذلك من الامور التى إن دلت على شيء قا نما تدل على ضعف العزيمة والتردد ثم الطمع فيما كان ايحمله المؤيد من أموال وألقاب وخلع ، ولما أراد المؤيد أن يأخذ أيمان البيعة على ابن مزيد ب رجال ابن مزيد عليه أن يقسم قبل أن يطلعوا على صيغة المين وأخذوا فى تغيير اليمين 1) السيرة س 181 وما بعدعا م (2) شرحه ص 183.
(3) معجم البلدان حلة ديص بن مزيد فى أرض بابل ت (1) كال أميرا على نلوصل فى ذلك العصر. (5) مرآة الزمان حوادث عام 448 ..
صفحه ۵۷