وَطَلَبتَ ثَأرَكَ فاستَثارَ لَكَ الرَدى ... مِمَّن أَلَحَّ عَلَيكَ في طُغيانِهِ
وَحَوَيتَ ما خَلّى فَلَم تَحفِل بِهِ ... كَرَمًا وَجُدتَ بِهِ عَلى غِلمانِهِ
وَمَلَكتَ إِرثَكَ مِن أَبيكَ بِهِمَّةٍ ... قادَت زِمامَ المُلكِ بَعدَ حِرانِهِ
فَاسعَد بِعيدِكَ لا عَدِمتَ سَعادَةً ... في الدَهرِ باقِيَةً عَلى أَزمانِهِ
فَالعِزُّ قَد أَمطاكَ ظَهرَ جَوادِهِ ... وَالمُلكُ قَد أَنطاكَ فَضلَ عِنانِهِ
وقال يمدحه ويهنيه بتشريف وصل إليه من الحضرة الطاهرة أعز الله نصرها وهو يومئذ بالرافقة، وذلك في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة:
لا تُسرِفي في هَجرِهِ وَصُدُودِهِ ... يَكفيكِ دونَ الهَجرِ هَجرُ هُجودِهِ
قَد جاوَزَ المَجهُودَ فيكِ وَماله ... فيما يُحاوِلُهُ سِوى مَجهودِهِ
كَم قَد سَلاكِ وَعادَ عَودَةَ مُغرَمٍ ... وَالجَمرُ قَد يَشتَبُّ بَعدَ خُمودِهِ
أَفدي الَّتي نَزَلَت بِوادٍ قَلبُها ... أَقسى عَلى العُشّاقِ مشن جُلمُودِهِ
خَطَرَت بِهِ فَكَأَنَّ نَفحَةَ عَنبَرٍ ... تَنضاعُ بَينَ تِلاعِهِ وَوُهُودِهِ
غَيداءُ يَقتُلُ كُلَّ صَبٍّ لَحظُها ... وَالحُبُّ أَقتَلُهُ لَواحِظُ غِيدِهِ
1 / 42