مُغرىً بِنَقصِ المالِ إِلّا أَنَّهُ ... مالٌ يَزيدُ الحَمدُ في نُقصانِهِ
إِنَّ الزَمانَ كَثيرَةٌ كرَماؤُهُ ... لَكن أَكرَمَهُم أَبُو عُلوانِهِ
بَحرٌ شَطونُ العِبر إِلّا أَنَّهُ ... بَحرٌ رَأَينا البَحرَ مِن خُلجانِهِ
ماضي الجَنانِ إِذا تَقَلَّدَ صارِمًا ... لَم يَمضِ صارِمُهُ مَضاءَ جَنانِهِ
شَرُفت مَناقِبُهُ إِلى أَن رُصِّعَت ... عِوَضًا عَنِ الياقوتِ في تيجانِهِ
وَالمأثُراتُ الغُرُّ أَشرَفُ قيمَةً ... في تاجِهِ المَعقودِ مِن عِقيانِهِ
قابَلتُ في الإِيوانِ سُنَّةَ وَجهِهِ ... فَسَلَوتُ عَن كِسرى وَعَن إِوانِهِ
وَرَأيتُ حينَ رَأيتُ أَحسَنَ سيرة ... فينا وَأَعدَل مِن أَنو شِروانِهِ
أَنسى البَرِيَّةَ عَدلَ ذاكَ بِعَدلِهِ ... فَكَأَنَّهُم في عَصرِهِ وَأَوانِهِ
لَو حَلَّ دونَ مَحَلِّهِ مِن قَدرِهِ ... ما كانَ يُبصَرُ مِن عُلوِّ مَكانِهِ
تَأبى المَمالِكَ نَفسُهُ ما لَم تَكُن ... مَملوكَةً بَضرابِهِ وَطِعانِهِ
كَالليثِ يأنَفُ أَن يَدُقَّ فَريسَةً ... لَم تَثوِ بَينَ مَلاطِهِ وَجِرانِهِ
رَبِحَ الثَنا بِخَسارَةٍ مِن مالِهِ ... فَأَتاهُ ربحُ الحَمدِ مِن خُسرانِهِ
حامي الذِمارِ وَلِلمَنِيَّةِ مَورِدٌ ... خُلِقَت رِماحُ الخَطِّ مِن أَشطانِهِ
1 / 40