بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الأجل الأوحد أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي رحمه الله تعالى:
الدهر مديد طويل، يجوز أن يحدث في آخره، كما حدث في أوله؛ لأن الله سبحانه قدير على الممتنعات، كل ما حكم به فهو آت، تقدَّست أسماؤه، وجلت نعماؤه، ولا يمتنع أن ينشئ في هذا العصر من الشعراء من هو لاحق بالمتقدمين، وشبيه من سلف من الفحول الأولين.
وكان مولاي الأمير الجليل أبو الفتح الحسن بن عبد الله بن أبي حُصينة سألني أن أسمع شعره فقرئ علي ما أنشاه من أنواع القريض، فوجدت لفظه غير مريض، ومعانيه صحاحًا مخترعة، وأغراضه بعيدة مبتدعة، وهو وإن كان متأخرًا في الزمان، فكأنه من فرط عهد النعمان، ومن سمع كلامه علم أنه لم يغير شهادة، ولا حُرِمَ في إبداع الكلم سيادة؛
والحمد لله الذي خصَّ بمدائحه السيد الأجل تاج الأمراء، فخر الملك، أعز الله نصره، وأعلى ذكره، وقد جمع الله الألسن على مدائحه بكل لسان يبلغ مجهود الإنسان؛ فعييٌّ يقدر على كلام قليل، وبليغ يصل إلى المقال الجليل، وثالث لا يقتصر على النية، ويأمل بها بلوغ
1 / 3