Discussions on Creed in Surah Az-Zumar
مباحث العقيدة في سورة الزمر
ناشر
مكتبة الرشد،الرياض،المملكة العربية السعودية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤١٥هـ/١٩٩٥م
ژانرها
فيدخل في العموم الذي تتضمنه "كل" فيكون مخلوقًا بعد أن لم يكن - تعالى الله - عما يقولون علوًا كبيرًا"١.
قال ابن القيم ﵀ تعالى: "احتج المعتزلة على مخلوقية القرآن بقوله - تعالى - ﴿اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ " ونحو ذلك من الآيات، فأجاب الأكثرون بأنه عام مخصوص، يخص محل النزاع كسائر الصفات من العلم ونحوه.
قال ابن عقيل٢ في الإرشاد: ووقع لي أن القرآن لا يتناوله هذا الإخبار ولا يصلح لتناوله قال: لأن به حصل عقد الإعلام بكونه خالقًا لكل شيء وما حصل به عقد الإعلام والإخبار لم يكن داخلًا تحت الخبر قال: ولو أن شخصًا قال: لا أتكلم اليوم كلامًا إلا كان كذبًا لم يدخل إخباره بذلك تحت ما أخبر به قلت: ثم تدبرت هذا فوجدته مذكورًا في قوله تعالى في قصة مريم ﴿فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا﴾ ٣.
وإنما أمرت بذلك لئلا تسأل عن ولدها فقولها "فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا" به حصل إخبار بأنها لا تكلم الإنس، ولم يكن ما أخبرت به داخلًا تحت الخبر وإلا كان قولها هذا مخالفًا لنذرها" أ. هـ٤.
"فقوله تعالى: ﴿خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ التي استدل بها المعتزلة على خلق القرآن آية عامة في جميع الخلق لا يخرج عنها شيء من هذا الوجود أعيانه وأفعاله، وحركاته وسكناته، ولا يخصص بذات الله - تعالى - وصفاته إذ الباري - سبحانه - خالق بذاته وصفاته وما سواه مخلوق له - تعالى - ونفس اللفظ في الآية قد فرّق بين الخالق - سبحانه - وبين المخلوق، وصفاته - تعالى - داخلة في مسمى اسمه - تعالى - فإن لفظ الجلالة "الله" اسم للإله
_________
١- انظر شفاء العليل ص٥٣، شرح الطحاوية ص١٨٣.
٢- علي بن عقيل بن محمد بن عقيل البغداد الظفري، أبو الوفاء، ويعرف بابن عقيل. عالم العراق وشيخ الحنابلة ببغداد في وقته. كان قوي الحجة ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وتوفي سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. انظر ترجمته في: شذرات الذهب ٤/٣٥، ميزان الإعتدال ٣/١٤٦ جلاء العينين ص١٦٠.
٣- سورة مريم، آية: ٢٦.
٤- بدائع الفوائد ٤/٢١٨.
1 / 61