95

کتاب الدرایه وکنز الغنایه ومنتهی الغایه وبلوغ الکفایه در تفسیر پانصد آیه

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

مناطق
عمان
امپراتوری‌ها
شبه‌جزیره عربستان

قوله في سورة البقرة(الآية:188): { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } يعني: بالظلم, ولا تأكلوا إلا بالحق, وذلك أن امرئ القيس بن عابس الكندي وعبدان بن أسوع الحضرمي اختصما في أرض وكان عبدان هو الطالب, ولم يكن له بينة , وكان امرئ القيس هو المطلوب .

فأراد امرئ القيس أن يحلف فقرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة } إلى آخر الآية(آل عمران:77) .

فلما سمع امرئ القيس كره أن يحلف, فلم يخاصم عبدان وحكمه في أرضه, ففيه نزلت { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام } يقول: لا يدلي أحدكم بخصومه إلى حاكم في استحلال مال أخيه, ويعلم أنه مبطل { لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون } يعني: تعلمون بأنكم تدعون الباطل.

قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :" إنما أنا كأحدكم , فلعل بعضكم أعلم بحجته من صاحبه, فأقضي له, وهو مبطل-ثم قال- أيما رجل قضيت له بمال امرئ مسلم فإنما أقطع له قطعة من نار جهنم فلا يأكلها" .

وقوله في السورة التي يذكر فيها النحل(الآية:95-96): { ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا } يعني: عرضا من الدنيا يسيرا { إنما عند الله } يعني: الثواب الذي عند الله { هو خير لكم } يعني: أفضل من العاجل { إن كنتم تعلمون * ما عندكم ينفد } يعني: ما عندكم من الأموال يفني { وما عند الله باق } يعني: ما عند الله في الآخرة من الثواب دائم لا يزول عن أهله.

قال { ولنجزين الذين صبروا أجرهم } صبروا على أمروا الله { بأحسن ما كانوا يعملون } في الدنيا, ويعفو عن سيئاتهم .

صفحه ۱۰۵