89

کتاب الدرایه وکنز الغنایه ومنتهی الغایه وبلوغ الکفایه در تفسیر پانصد آیه

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

مناطق
عمان
امپراتوری‌ها
شبه‌جزیره عربستان

فإن قلت: إن المنافقين أظهروا الشرك, فلعمري لقد اختلفت منازلهم, ولقد عاب الله طوائف منهم بغير شرك مما عاهدوا الله عليه, وإنهم ليعرفون الرحمن .

قال :{ يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم }(التوبة: 64) وقد تخلف متخلفون حسا فنسبوا إلى النفاق , ألا ترى أن بعضهم ندم حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت , ثم تاب الله على الثلاث الذين خلفوا .

وإنما النفاق اسم اتخذ نفقا يخرج به من الوفاء والإيمان إلى الخيانة والكذب بعد الإقرار بالكتاب .

وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا أنه قال: " لا يقتل مؤمن بكافر ", عن أبي بكر الصديق , وعمر بن الخطاب رحمهما الله أنهما قالا :" لا يقتل الحر بالعبد " .

وذكروا أن عمر بن الخطاب قتل ثلاثة بامرأة كانوا قد اشتركوا في قتلها ثم قال: لو اشترك في قتلها أهل صنعاء لقتلتهم بها, ثم رجع إلى قوله (البقرة:178، 179) { كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى} إذا كان عمدا { فمن عفي له من أخيه شيء } فجعل ولي المقتول والقاتل أخوين في الدين إذا تاب وندم ورجع إلى الحق وأدى الدية ولم يسم كافرا.

يقول: عفى ولي المقتول عن أخيه القاتل فلم يقتله ورضا بالدية, رضي منه بالتوبة بعد ظلمه { فاتباع بالمعروف } يعني: ليطلب ولي المقتول الدية برفق . ثم قال للمطلوب { وأداء إليه بإحسان } يقول: يؤدي القاتل الدية من ماله إلى أولياء المقتول في غير مشقة ولا أذى { ذلك } يعني: العفو والدية { تخفيف من ربكم } قال: فإن حكم الله على أهل التوراة أن يقتل قاتل العمد ولا يعفى عنه, ولا يؤخذ منه الدية.

صفحه ۹۹