کتاب الدرایه وکنز الغنایه ومنتهی الغایه وبلوغ الکفایه در تفسیر پانصد آیه
كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية
ژانرها
والله لو لم ينزل الله كتابا , ولم يبعث رسولا لكانت له الحجة البالغة على جميع خلقه , غير أنه تبارك وتعالى عاد على جميع خلقه بمنه وفضله ولطفه , أن بعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين , وأنزل عليهم الكتاب فيه جميع ما أمر به , وجميع ما نهى عنه, وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبين عنه , ويبلغ ما أمر به فقال : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته }(المائدة:الآية67).
وقال: { ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا }(الإسراء:74-75) .
وقال أيضا: { ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين }(الحاقة: 44-46) يعني: حبل القلب تقدما منه إليه , وتحذيرا من المعصية، فبلغ محمد صلى الله عليه وسلم رسالته , ونصح الأمة, وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين صلوات الله عليه .
وقد أتم الله دينه , وقامت حجته , وظهرت دعوته، فدين الله واضح , ودين نبيه عليه السلام دين واضح لا دنس فيه ولا كدر وقال:{ إنما يتقبل الله من المتقين }(المائدة:الآية27).
فإن الله لا يتقبل العمل إلا من المتقين, وكيف يكون من المتقين من أقام على الزنا , وأكل مال اليتيم ظلما, ودان بالقتل , ونقض العهد والميثاق , والفساد , وأفسد في الأرض , والإقامة على المعاصي ومات غير تائب , ولم يتب إلى الله.
كيف يكون من المتقين هذا الذي مات على هذا الفساد , وإنما التقوى : الإيمان والعمل الصالح حقيقة الإيمان .
صفحه ۴۵