251

کتاب الدرایه وکنز الغنایه ومنتهی الغایه وبلوغ الکفایه در تفسیر پانصد آیه

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

ژانرها

(( مؤمن ذو سلطان مقسط . مؤمن إذا تصدق بيمينه أخفاها عن شماله . ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال ، فذكر مقامه بين يدي ربه ونهى النفس عن الهوى ، وقال : إني أخاف الله رب العالمين . ورجل نشأ في عبادة الله [ولم يكفر ساعة] ولم يصر على ذنب في معصية الله . ورجل مؤمن كان قلبه في المسجد لحب الله ، وفي جماعة ذكر الله مع المؤمنين . ورجل مؤمن ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله بعد التوبة ، فكثرت منه الدموع في سواد الليل وغيره وهو في ذكر الله ، ويذكر الله كثيرا . ورجل مؤمن لقى رجلا مؤمنا ، وهما يذكران الله ، ويحب الآخر صاحبه ويحبون بعضهم بعضا في الله ، وكذلك في بنيه فتصادرا عن ذلك ، وهما صادقان في حب الله ، وهما في ذكر الله )) .

وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلى هذه الآية :

(فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا . يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا) .

قال : (( لما نزلت هذه الآية بكى رسول الله صلى الله عليه سلم حتى ابتلت لحيته من دموع عينيه ، فذكر الله كثيرا )) .

قال : قالي عيسى عليه السلام :

طوبى لمن [حفظ] لسانه ، ووسعه بيته ، وبكى على خطيئته بعد التوبة ، وذكر الله كثيرا ويدعوه خوفا وطمعا .

قال : (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا) . ويبكون ويذكرون الله كثيرا .

وقد وصف الله المؤمنين ، قال الله :

(أفمن هذا الحديث تعجبون . وتضحكون ولا تبكون)

ثم قال : والله كان الكيس في القوم في هذا الأمر لما بكى ، وأبكوا هذه القلوب ، أبكوا هذه الأعمال ، وكثير من الناس لتبكي عيناه ، وإنه لقاسي القلب مصر على الذنب ، ولا يقبل الله منه بكاء حتى يتوب .

صفحه ۲۶۱