کتاب الدرایه وکنز الغنایه ومنتهی الغایه وبلوغ الکفایه در تفسیر پانصد آیه
كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية
ژانرها
فلما صرفت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة اختصم اليهود والمسلمون في أمر القبلة , وفضلوا بيت المقدس على الكعبة , فأكذبهم الله , ونزل في السورة التي يذكر فيها آل عمران قال:{ إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا }(آل عمران:96) يعني: إن أول مسجد وضع للناس المسلمين للذي ببكة مباركا. وغنما سمي ببكة لأن الناس يبك بعضهم بعضا في الطواف , ووضع بيت المقدس بعده بأربعين سنة أو ما شاء الله.
وبكة بين الجبلين , ومكة الحرم كله { مباركا } يعني : فيه البركة ومغفرة للذنوب لمن تاب، ولمن حجه أو اعتمره , وصلى فيه { وهدى للعالمين } يعني: هدى من الضلالة لمن صلى قبل الكعبة , للعالمين, يعني: المؤمنين .
قال: فمن صلى قبل بيت المقدس بعدما صرفت القبلة عنه فهو في ضلالة. ثم قال{ فيه }(آل عمران:الآية97) يعني: المسجد الحرام { آيات بينات } يعني: علامة واضحة{ مقام إبراهيم } يعني: أثر مقام إبراهيم خليل الرحمن .
قوله في السورة التي يذكر فيها البقرة { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى }(البقرة:الآية125) يقول : صلوا عنده , والإمام يقوم خلفه , خلف المقام مستقبلا الكعبة والناس حوله .
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :"صلاة في مسجدي هذا -يعني بالمدينة-أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا ما فضل الله به المسجد الحرام".
قوله في السورة التي يذكر فيها الأعراف :{ قل أمر ربي بالقسط }(الأعراف:الآية29) يعني: بالعدل:{ وأقيموا وجوهكم } يعني: في الصلاة نحو الكعبة { عند كل مسجد } يعني: في بيعة أو كنيسة أو غيرها, فصلوا قبل في الكعبة{ وادعوه مخلصين له الدين } فأمرهم بالصلاة والسبيل والسنة.
وقال: الكعبة قبلة لأهل المسجد الحرام , والمسجد الحرام قبلة لأهل الحرم , والحرم كله قبلة لأهل الأرض جميعا.
صفحه ۲۴